ما زالت العصافير ترافقني كل صباح و المطر يداعب خصلاتي الساكنة فوق جبيني ما زال " النِّيْلُ " يغريني بانعكاسات المغيب فوق مياهه بمذاق العسل المصفى في وادي الرّيّان.. ما زالت الشمس تخبرني أن للأحلام بقية و الورود تتراقص كورال باليه على مسرح أخضر ما زال العطر يخبرني أن العطر يسكن فينا و الياسمين يغنّي ما زال الليل يدنو و يحنو على الأمنيات.. حتى المغيب ما زال يترك في زوايا الذاكرة وعد باللقاء قريب و الشروق يروق لألحان الكون المرمريّة و القمر يداعب ضوءه زجاج نافذتي.. ما زالت النجوم ألقة. عال صوت أنوثتها و في الكون متّسعاً للمنى لي أنا ما زالت السحب تواعدنا بالمطر و الندى يزور شفاهنا كل بكور و الطيور ترى ملامحها فرحة في صفحة الماء بالجدول الصغير.. ما زلت أغدو و أشدو و المداد لم يغالبه اليأس ما زال الأمس يأتي حاملاً مسك الذكريات ما زال اليوم ينبض في حدائق نفسي ما زال الغد يواعدنا بقبلة على جبين الدهشة و القصائد تحمل مشاعرنا كالقوارب الفضية نحو شواطئ الارتياح ما زالت مراكب الفيروز تمر في نهري و تبعث بالقبلات إلى ضفافي.. ما زال العمر الجميل طويلا و سرب الأحلام يسبح في أفقي الذهبي ما زلت طفلاً يسابق الفراشات نحو الرحيق و قلبي يتقن فنون الحياة و روحي تجيد فنون السعادة ما زلت أحبكِ يا ذاتي ما زلت أحبكِ يا حياتي....