تاريخ اليوم العالمي للبيئة .. كيف حافظ المصري القديم علي الطبيعة ؟
أقيم مؤتمر ستوكهولم فى السويد عام 1972م، حيث أقرت الأمم المتحدة يوم الخامس من يونيه يومًا عالميًا للبيئة لحث الحكومات لنشر الوعى البيئ، ولكن لم يدركوا أن المصريين القدماء هم أول من اهتموا بالبيئة؛ لذا وجب أن نلقى الضوء على كيف كان للبيئة دور فى أزدهار الحضارة المصرية القديمة، وكيف أنها أثرت على طبيعة الإنسان وسلالاته ونشاطه الحضارى.
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار في تصريح لـ”بوابة الأهرام”، إن البيئة هى كلمة السر فى ظهور وتطور وأنهيار أى حضارة، فتفاعل الأنسان مع بيئتة وتوفر عوامل البيئة المساعدة كلاهما ينشأ ويؤسس الحضارة أو يؤدى إلى أنهيارها إذا أساء لها؛ لذا نرى أن هيرودوت يقول “مصر هبة النيل”، أما العبقري جمال حمدان فقال إن الإنسان ابن بيئته، فهى التى تحدد حرفته وطعامه وملابسه ومواد وشكل مسكنه حتى طباعه الشخصية والعاطفية تحركها البيئة، فالشخص الذى ينشأ في بيئة زراعية نراه يختلف عن الذى ينشأ في بيئة صحرواية فتكوينه الجسمانى العضلى يتأثر بمهنته وكذلك بيئته، وحتى فى الحروب والأسلحة، تعد البيئة هى المحرك لكل الحضارات وحتى الفكر والبعث والخلود وما يتبعه من مقابر وأهرامات وتحنيط وكتب موتى ومعبودات فكلها نتاج البيئة.
ويوضح شاكر، أن هناك نظرية للعالم أرنولد تويبنى (التحدى والأستجابة) فى وجود دول استطاعت أن تتغلب على الطبيعة وتنشأ حضارة وهذا ما فعله أجدادنا القدماء، فتكيف مع بيئته وأستغل كل عناصرها فيما يلائم حياته وعمل أول وحدة سياسية وحافظ عليها طوال عصوره وهى التى أوجدت الشخصية المصرية لشعب لا يعرف التعصب أو العنصرية بين سكان الشمال والجنوب، وساعدت البيئة المصرى على التجمع والترابط الأجتماعى لتأمين مصادر أقتصاده الزراعى، وكذلك أثرت فى معبوادته وعقيدته فكلها مستوحاة من مظاهر البيئة وكان يغلب عليها الرحمة وليس العنف، كما أثرت على تفكيره في العالم الآخر، حيث وجد الأمن فى دنياه وآخرته، وأثرت فى ثبات تقاليده المتوارثة حتى الأن حتى فنه تميز بالبساطة ووضوح التعبير، وسهلت بيئته اتصاله بالعالم الخارجى تجاريًا وعسكريًا.
استفاد المصري القديم من الثروات الطبيعية، فبنى من طمى النيل مسكنه، ومن البردى صنع لفائف للكتابة، ومن جذوع الأشجار أقام أثاثه الدنيوى والأخروي، ومن الأحجار بنى معابده وأهراماته ومقابره ومسلاته، وكانت أعمدة معابده مستمدة من بيئة بأشكال البردى واللوتس والنخيل، واستعمل النيل كطريق للمواصلات وبنى منازله على حواف الأراضى الزراعية لعدم الجور عليها، وعمل مصدات لتمنع الرمال من الزحف عليها، وأقام مقابره ومعابده بعيدًا على حواف الصحراء، ولم يلوث مياه النهر ولم يمنعه عن جاره، وذكر ذلك فى أعترافاته أمام محكمة الأخرة، وحتى الحيوان أستأنسه وحافظ عليه وعامله معاملة حسنه ليضمن خيره، فالمصرى القديم احترم بيئته وحافظ عليها فأعطته من خيرها وحافظت على حضارته.
اليوم العالمي للبيئة 2024
وستستضيف المملكة العربية السعودية، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للبيئة لعام 2024 مع التركيز على إصلاح الأراضي والتصحر والقدرة على مقاومة الجفاف.
وأعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن المملكة العربية السعودية ستستضيف فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للبيئة لعام 2024 مع التركيز على إصلاح الأراضي، والتصحر، والقدرة على مقاومة الجفاف.
وقال أسعد محمد ، المسؤل الإعلامي لجهاز شئون البيئة بقنا ، لـ”بوابة الأهرام”، إن اليوم العالمي للبيئة، الذي يُحتفل به سنوياً في يوم 5 يونيه، قد أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة كيوم دولي للبيئة في عام 1972م، وقد نما الاحتفال باليوم العالمي للبيئة على مدى العقود الخمسة الماضية، ليصبح أحد أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية، ويشارك عشرات الملايين من الأشخاص عبر الإنترنت ومن خلال الأنشطة والأحداث والإجراءات الحضورية حول العالم.
ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن ما يصل إلى 40% من أراضي الكوكب متدهورة، مما يؤثر بشكل مباشر على نصف سكان العالم ويهدد ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي (44 تريليون دولار أمريكي). وقد زاد تواتر ومدة حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000 – وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، قد يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050.
ويعد إصلاح الأراضي ركيزة أساسية لعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021-2030)، وهو دعوة لحشد الجهود من أجل حماية وإحياء النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسيصادف عام 2024 الذكرى الثلاثين لإبرام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وستُعقد الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في العاصمة السعودية الرياض في الفترة ما بين 2 إلى 13 ديسمبر 2024.
نبذة عن اليوم العالمي للبيئة
وأضاف محمد ، أن اليوم العالمي للبيئة يعد بمثابة الأداة الرئيسية للأمم المتحدة لتشجيع الوعي العالمي والعمل من أجل حماية البيئة، وأصبح هذا اليوم، الذي يُحتفل به سنوياً منذ عام 1973م، بمثابة منصة حيوية لتعزيز إحراز تقدم بشأن الأبعاد البيئية لأهداف التنمية المستدامة، ويشارك أكثر من 150 بلداً في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للبيئة كل عام بقيادة برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وتتبنى الشركات الكبرى والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات والحكومات والمشاهير من جميع أنحاء العالم العلامة التجارية الخاصة باليوم العالمي للبيئة لمناصرة القضايا البيئية.
ويعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة بمثابة الصوت العالمي الرائد في مجال البيئة، فهو يوفر القيادة ويشجع إقامة الشراكات في مجال الاهتمام بالبيئة من خلال إلهام الدول والشعوب وتوعيتها وتمكينها من تحسين نوعية حياتهم دون المساس بحياة الأجيال القادمة.