و في نهاية السفر أعود إليكِ يا قصيدتي أشرب كأس مدادكِ أتعطّر من رائحة الحبر أسافر على طرقات السطور و أعود آخر الليل أتدثر بالكلمات و أنام في فراش الأحلام.. أعود اليكِ يا صديقتي بعد مئة عام من ركض وراء الشمس من شروق هنا و مغيب هناك و لم أنل من الشمس ضوءاً و لا دفئاً.. أعود من مطاردة القمر خائب الوفاض خالي اليدين فما عانقت القمر و لا اكتسيت بالنور.. أعود بذاكرة متربة متعبة ليتني استطعت ترك حقائب ذاكرتي تحت مقاعد استراحة الطريق و عدت بذاكرة بيضاء ما زالت ذاكرتي تحتفظ بأصفار خيباتي على جدران فرعونية و ستبقى لسبعة آلاف عام أخرى.. يا قصيدتي يا صديقتي يا مأواي أعتذر عن اندفاع الطفل بداخلي و مطاوعة الضوء الأخضر ها قد عاد الطفل كهلاً و ما بلغ بعدُ منتصف الأيام..