الدكروري يكتب: الألعاب الإلكترونية والتنمر

 

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن من الأسباب للتنمر هو الأسباب المرتبطة بالإعلام والثورة التقنية حيث تعتمد الألعاب الإلكترونية عادة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم وإستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والإنتصار دون أي هدف تربوي لذلك نجد الأطفال المدمنين على هذا النوع من الألعاب يعتبرون الحياة اليومية.

بما فيها الحياة المدرسية إمتدادا لهذه الألعاب فيمارسون حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بنفس الكيفية، وهنا تكمن خطورة ترك الأبناء يدمنون ألعاب العنف، لذلك ينبغي على الأسرة عدم السماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب والسعي للحد من وجودها، كما ينبغي على الدولة أن تتدخل وتمنع إنتشار تلك الألعاب المخيفة ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بهم، وإلى جانب الألعاب الإلكترونية وبتحليل بسيط لما يعرض في التلفاز من أفلام سواء كانت موجهة للكبار أو الصغار نلاحظ تزايد مشاهد العنف والقتل الهمجي والاستهانة بالنفس البشرية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا يخفى على أحد خطورة هذا الأمر خصوصا إذا استحضرنا ميل الطفل إلى تصديق هذه الأمور. 

وميله الفطري إلى التقليد و إعادة الإنتاج، ومن خلال ما تم ذكره حول أسباب التنمر يمكن أن نضع الحلول الممكنة للتغلب عن هذه الظاهرة، وأول خطوة لعلاج هذه المشكلة هو الإعتراف بوجودها، تليها مرحلة التشخيص للوقوف على حجم هذه الظاهرة في مدارسنا وتحديد المستويات الدراسية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى إنتشار التنمر، عندئذ يمكننا أن نعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة من خلال الأسرة والمدرسة معا وتتلخص خطة العلاج فى العلاج الأسري، حيث تعتبر الأسرة البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل وهي بذلك تكتسب أهمية بالغة في ترتيب المتدخلين في علاج ظاهرة التنمر، وليكون التدخل الأسري فعالا، لابد من التروي. 

وعدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل ووصفه بالمُتنمر قبل أن تتضح الرؤية وتتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب واستشارة جميع المتدخلين في حياة الطفل بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي، والتي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني، وفي حالة ثبوت تنمر الطفل يجب مناقشته بهدوء وتعقل وإستفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك وآثاره المدمرة على الضحية، وفي جميع الأحوال يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر أو أي نعت سيئ أمام زملائه لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية وخيمة كما يجب على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله وبخاصة أمام المعلمين والزملاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى