الزهرة العناق تكتب: نور الحب في عتمة الحرب

الحرب كلمة ترتعش لها الأبدان، لكن إذا حذفنا منها حرف الراء سيبقى الحب. الحب هو الحرب الجميلة التي نخوضها برضى تام. إنه الصراع اللذيذ الذي نتقبله بصدر رحب، لأننا ندرك أنه يجعلنا أفضل، و أقوى، وأكثر إنسانية. الحب يعطينا القوة لتجاوز محن الحرب . الحب يمنحنا السكينة وسط عواصف القلق والضياع. إنه اللغة التي تتحدث بها القلوب دون حاجة لكلمات، والعاطفة التي توحد بين القلوب، وتبني جسور التواصل رغم بعد المسافات.
في تاريخ الإنسانية تتشابك حبال الحرب والحب، في رقصة قدرية لا تخلو من المفارقات.
الحرب بطبيعتها القاسية، تلتهم الأخضر واليابس، وتترك وراءها ذكريات مدمرة و أرواحا ممزقة و إعاقات رهيبة . إنها تغرس في النفوس بذور الخوف و المرارة، وتزرع في القلوب جروحا عميقة قد لا تندمل .
لكن في قلب هذه العواصف الهوجاء، ينبثق الحب كزهرة برية في صحراء قاحلة. الحب، ذلك الشعور السامي الذي يعيد للروح إنسانيتها، ويمنح القلب دفئا وسط برد العالم القاسي. إنه النور الذي يشق ظلمة الأيام، والأمل الذي يروي أرواحنا في زمن الجفاف.
الحرب قد تفصل بين الأجساد، لكنها تعجز عن فصل الأرواح المتآلفة. تظل القلوب النابضة بالحب تتحدى أهوال الدمار، و تصمد في وجه رياح الحقد والكراهية. ففي قلب كل جندي يرتحل إلى ساحات الوغى، هناك حب يربطه بأرضه، بأهله، و أحلامه. هذا الحب هو ما يجعله يقف شامخا أمام الطغيان، ويواجه المصاعب بشجاعة و إقدام.
أخيرا وليس آخرا، الحب نور في عتمة الحرب، يجمع بين الأضداد، ويصنع من الألم فرصة للتجديد والنمو. لعلنا نجد في تلك الزهرة البرية، رمزا للأمل المستمر، وعبرة أن الحب، رغم كل شيء، هو النصر الأعظم في معركة الحياة.
الحب هو القوة العجيبة التي تدفعنا لمواصلة الطريق بكل تفاؤل، حتى و إن كان مملوءا بالأشواك و العثرات.