الكاتب محمد المخزنجي: أتمنى خروج حكايات «العنبر الجواني» إلى النور.. وهذا سر غيابي

كتبت -رانيا البدرى
استضاف منتدى مدينتي الثقافي، مساء الأربعاء، الكاتب والروائي الدكتور محمد المخزنجي في ندوة بعنوان “في حضرة المخزنجي”.
وبدأ الدكتور محمد المخزنجي حديثه موضحاً أسباب غيابه عن الظهور أو الأحاديث الإعلامية، مؤكداً أنه يقتنع بأن ما تبقى من عمر وطاقة لا يحتمل سوى بعض القصص والحكايات التي يتمنى أن يسردها ويحكيها في كتاباته قبل رحيله.
وأضاف أنه قرر الحضور للندوة بعد هذا الوقت الطويل عندما جاءته الدعوة من زوجة نجل الدكتور محمد مصطفى حافظ، وهو أحد أطباء جامعة المنصورة الذين أثروا في حياته من خلال مقابلة لم تتعد الخمسة عشر دقيقة في إحدى الامتحانات، ولكن كان لها وقع جلي على مسيرته المهنية. كما أهدى اللقاء لروحه وذكراه.
وتطرق في حديثه إلى فترة تواجده في مسقط رأسه المنصورة، المدينة ذات التنوع الثقافي في منتصف القرن الماضي وتأثيرها عليه، وأيضاً انشغاله بالسياسة والنشاط والحركة الطلابية وقت دراسته، ومشاركته في انتفاضة يناير عام 1977، حيث قرر أن يعترف وقتها بأنه يمارس حقه المشروع في الاعتراض والتعبير السلمي، والذي على إثره تم سجنه لمدة 7 أشهر واعتباره المتهم الأول في الأحداث.
وتحدث المخزنجي عن فترة دراسته للطب في السجن، وكيف أصبح الطبيب المعالج للسجناء، حيث بدأ في الممارسة الفعلية للطب خلال هذه الفترة وتم فتح أحد العنابر الفارغة في الفترة الصباحية لتتحول إلى عيادة مجانية يقوم فيها بفحص المرضى في السجن.
كما تحدث في حواره عن العلاقة بين الحيوان والإنسان في كتاباته قائلاً: “منزلي في مدينة المنصورة كانت تتواجد الكثير من الحقول خلفه، وفي هذه الحقول بدأت علاقتي مع النباتات والحيوانات وعلاقتي مع الطبيعة بشكل عام. ومع بداياتي المبكرة في القراءة، بدأت في فهم أهمية البعد البيئي ودور الحيوان فيها. فخلال جولاتي حول العالم، رأيت أن الغابة بما فيها من وحوش ضارية آكلة للحوم، ما زالت تحتفظ برائحتها النظيفة والجميلة لأنه لا يوجد فضلات زائدة ولا عملية إعادة تدوير صناعية. بالإضافة إلى توغلي في سيكولوجية وبيولوجية الحيوان، أدركت البعد الذي يقوم به وأهميته.”