خالد عكاشة: الأزمات الدبلوماسية فاقمت من حدة التوترات بين دول إقليم منطقة القرن الإفريقي

قال الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر صراعات القرن الإفريقي وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري، إن أهمية الإقليم تنبع من موقعه الرابط بين القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا، وإطلالته على أهم ممرات الملاحة الدولية، ممّا يجعله ممرًا حيويًا للتجارة الدولية، ونقطة التقاء للعديد من مصالح القوى الإقليمية والدولية.
وأضاف في كلمته أن الإقليم لايزال واحدًا من أفقر مناطق العالم، وأكثرها اضطرابًا، في ضوء ما يشهده من صراعات مُركبة، وأزمات مُتداخلة، وتحديات مُتزامنة، إذ تتعدد الصراعات التي يواجهها إقليم القرن الإفريقي؛ ما بين صراعات ذات طبيعة أثنية، وصراعات حدودية، وصراعات على الموارد، هذا بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الأقاليم الانفصالية.
ولفت إلى أن الصراع في السودان فرض العديد من التداعيات الأمنية أسهمت في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، كما فرضّ تحديات أمنية على دول الجوار المباشر، وفي مقدمتهم مصر التي تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين الفارين من ويلات الحرب.
وأضاف أن الأزمات الدبلوماسية تأتي لتفاقم من حدة التوترات فيما بين دول القرن الإفريقي، وهو ما تجلى في توقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، ما يُعد تهديدًا للسيادة الوطنية للصومال ووحدة أراضيها، وبلغ الاضطراب ذروته بشكل غير مسبوق، منذ نوفمبر 2023 وحتى الآن، جراء ما إفرزته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من تبعات متمثلة في هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل والدول الغربية الداعمة لها.
نتج عن هذا الاضطراب تداعيات سلبية على إمدادات التجارة الدولية ومسارات سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الشحن والتفريغ، الأمر الذي ألقى بظلاله أيضًا على أهم الممرات الملاحية الدولية لا سيما قناة السويس.
وتابع: يأتي مؤتمرنا اليوم لتفكيك وتفسير الصراعات والأزمات المختلفة التي يشهدها الإقليم، واستشراف تداعيات هذه الصراعات على الأمن الإقليمي والمصالح الاستراتيجية المصرية.
وأردف بالقول: إنّ معالجة صراعات وأزمات القرن الإفريقي لا تقع على عاتق دولة واحدة، بل هي مسئولية جماعية مشتركة يتحملها المجتمع الدولي بأكمله عبر دعم الجهود الدبلوماسية المبذولة لتسوية الصراعات الراهنة في الإقليم، وتبني نهج قائم على الحوار والوساطة، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه الصراعات.
واستطرد حديثه: إنّ مستقبل القرن الإفريقي يعتمد على قدرتنا على التعاون معًا لمعالجة هذه الصراعات والأزمات المركبة، لذا دعونا نعمل معًا لبناء مستقبل أفضل لشعوب القرن الإفريقي.