صغار العقول .. بقلم: الزهرة العناق

في عالم يتسع باتساع الكون، أجد أن صغار العقول يعيشون في زوايا ضيقة مظلمة، حيث لا تتسرب أشعة الفكر الحر و لا يتغلغل نور الإبداع.
صغار العقول لا يرون من العالم سوى حدود خرائطه القريبة، ولا يسمعون من الأصوات سوى صدى أفكارهم الرتيبة، يحاصرهم الخوف من المجهول، يرفضون كل جديد ويخشون كل اختلاف. يعيدون تكرار ذات الكلام، يرفضون التغيير و يتشبثون بالماضي كما يتشبث الغريق بقشة.
هم أعداء التطور ورواد الجمود، لا يدركون أن الحياة بحر متجدد، لا يستقر على حال ولا يقبل الانحباس.
بينما يرتفعون بأسوارهم العالية، يبنون حولهم جدران العزلة، ويظنون أنها تحميهم . لكن لا يعلمون أن هذا الجدران هو في حد ذاته السجن الذي يحبسهم بين حنايا الخوف و يمنعهم من رؤية سماء الكون الجميل ، و الشعور بالنسيم العليل، واستنشاق عبير الأمل و التطلع إلى عقول نيرة، حيث تسكن الأحلام الكبيرة، وتزدهر الأفكار كالزهور في بستان واسع.
في رحاب العقل الحر تولد الابتكارات، وتتحقق الرؤى، وتكتب قصص النجاح التي تخلدها الأزمنة. تلك العقول التي ترى في كل تحد فرصة، وفي كل فشل درسًا، وفي كل لحظة جديدة بداية جديدة.
ليتهم يعلمون، أن سعة الفكر هو المفتاح لكل أبواب الحياة، و أن المرونة هي سر البقاء، وأن الحب و التفهم هما جناحا السعادة.
أخيرا وليس آخرا ، يمكن القول أن جمال العالم في تنوعه، و عظمة الحياة في تجددها.