٤٠٠ مليار سنوياً يا حكومة وليس ٤٠ مليار فقط 29 يونيو 2024

بقلم – صموئيل العشاي:
في السابق، تحدثتُ عن قضية اللاجئين وانفجار عدد من الدول العربية مثل سوريا، العراق، ليبيا، السودان، واليمن، مع اختلاف توقيت وتوالي هذه الانفجارات أو الثورات أو النزاعات التي حدثت داخل دولهم. اليوم، أعود لأذكر السيد رئيس الوزراء بضرورة متابعة هذا الملف بنفسه، إذ أن الأمم المتحدة حددت حوالي ١٩٠٠ دولار شهرياً كحد أدنى للحياة الكريمة للفرد. وبالنظر إلى أن لدينا حوالي ٢٣ مليون لاجئ، يعني ذلك أنهم يحتاجون حوالي ٤٠٠ مليار دولار سنوياً.
لا يمكننا التغاضي عن أهمية مخاطبة الهيئات الدولية المعنية، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة للتدخل للحد من هذه الأزمة. لقد طلبتُ سابقاً بالاستثمار في قطاعات التعليم، والصحة، والمشروعات التي تضمن حياة كريمة للاجئين. إن لم نتخذ هذه الخطوات العاجلة، فإن الوضع لن يتحسن.
اليوم، عُقد مؤتمر دولي بين مصر والاتحاد الأوروبي للاستثمار في مصر بحوالي ٤٠ مليار يورو. هذه الخطوة، رغم كونها جيدة، تُعدّ ضئيلة جداً مقارنة بحجم الاحتياجات الفعلية. تكاليف الحياة تتصاعد، وارتفاع الأسعار، وقطع الكهرباء، كلها ناتجة عن هذا الضغط الهائل من اللاجئين. أصبح هؤلاء اللاجئون يشكلون ضغطاً شديداً على استهلاك المياه، والغذاء، والكهرباء، والإسكان، والصحة، والتعليم، وغيرها من القطاعات المختلفة.
نحتاج من الحكومة العمل بجدية شديدة على هذا الملف، وشرح الهيئات الدولية أن عدد اللاجئين لدينا يفوق عدد سكان بعض دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة. نحن أمام تحدٍ هائل يتطلب تعاوناً دولياً.
القضية الأخطر هي الفكر المتطرف الذي حمله هؤلاء اللاجئون معهم. هؤلاء قدموا من دول احتلها فكر جماعة الإخوان، وفجرها من الداخل. لا يظهر في الأفق مشروع فكري وثقافي يعيد هؤلاء اللاجئين إلى الأفكار الوسطية بدلاً من التطرف الفكري الذي يعيشون فيه.
على الحكومة العمل على مخاطبة الكيانات الدولية بشأن استثمارات ضخمة لاحتواء هؤلاء اللاجئين. يجب أن يكون لدينا مشروع ثقافي وفكري لضبط ثقافة هذا العدد الضخم، الذي تلوثت عقولهم بأفكار الإخوان. هذه ليست مهمة سهلة، ولكنها ضرورية لأجل مستقبل أكثر استقراراً وأماناً.