عميقة جدا هي تجربتنا عمق الليل الذي لا ينتهي و عمق النهار الذي لا ينقضي عمق الحنين و الاشتياق و الوجع عمق البقاء مكبلين قيد الخوف و عمق الندم حين نغفى و نندفع.. عمق الرغبة في تحديد مصير و عمق التّيه في صحراء سيناء عمق الضجيج الذي يدوّي في قلبينا و عمق الصمت الحاكم مدينتنا نخشى من كل شيء من الضمير من القصائد و الوسائد و الجدران و زجاج نوافذنا لو سمع... عميقة جداً تجربتنا عمق الأمس الذي يُوْثِقُ عُنق اليوم و الغد ما عاد الأمس أمساً بل يمكث . يرقب موعد صحو الشمس كي يختطفها يخبّئها في غياهب الأسرار و يسرق من عيوننا لحظات التّأمّل و يَذرنا طفلين في السهول الخضراء عمياء و أعمى نبحث عنّا في ظُلَم نهار لا صوت و لا صدى و لا نحن نلتقي و لا عمر رجع.. عميقة هي تجربتنا دون جدوى طرقنا أبواب الرُّقاة و العَرَّافات و كم بسطنا كفّينا و قرأوا خطوط العمر و كم كتبوا لنا أحجبة تَشُقُّ حَلْكَ نهارنا دون جدوى و كم ناجوا الودع.. أنا المُحتلّ بالهوى و قصائدي صارت مثلي مُحتلّة كما أنتِ يحتلّكِ الأمس فكيف لاثنين تحت احتلال يحلمان بحكم مدائن القمر؟! ما أحلى الوهم يا سيدتي و ما أقسى الوجع...