الدكروري يكتب: نتائج الثورة التكنولوجية

الحمد لله، لا مانع لما أعطاه ولا رادّ لما قضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فسبحانه وتعالي القائل ” فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ” ثم أما بعد لقد أصبحت المجتمعات في هذا الوقت تواكب موجة هائلة من التطور التكنولوجي بكافة مجالاته وفي كل مناحي الحياة بحيث أصبح وجود التكنولوجيا أمرا حتميا في أيامنا هذه، ومن أهم نتائج الثورة التكنولوجية الإنترنت والذي بات يدخل في كل أعمالنا وحياتنا ولكن كثرة استخدامه أنتج خطر إدمان الإنترنت والذي يعد حالة نظريةً من الاستخدام المفرط للشبكة العنكبوتية، وذلك يؤدي إلى أمراض تتبعه واضطرابات في الفكر والسلوك.
وهذا الإدمان يأتي نتيجة لوجود الفراغ الكبير في اليوم والملل، وسوء تنظيم الوقت، إضافة إلى المغريات المتوافرة فيه، ويُعتبر سن المراهقة الفترة الأمثل للتوجه إلى الإنترنت وإدمانه، فكيف يمكن علاج إدمان الإنترنت لدى المراهقين، وتظهر مشكلة إدمان الإنترنت في الغالب عند المراهقين من سن الرابعة عشر إلى العشرين عاما، بحيث يكون الإنسان في هذه الفترة يعيش أغلب وقته في الحلم والخيال لذا يلجؤون إلى الإنترنت لكثرة أبوابه ومجالاته التي يتيحها، إضافة إلى ميل المراهق إلى التفرد والشعور بالقوة والتملك وحرية اتخاذ القرار، وقد وجدت الدراسات والإحصاءات التى أجريت على عدد من المراهقين أن نسبة عشره فى المائة من المراهقين يدمنون الإنترنت بشكل مرضي ووجد أن أغلبهم يواجهون مشاكل عائلية أو دراسية أو عاطفية
ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على عباده بنعم كثيرة، وسخر لهم كل شيء في الكون من أجل طاعته وعبادته، فكل هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى، وتلك النعم التي تترى على العباد، جعلها الله تعالى عونا لهم على السير إلى طلب رضاه ونيل جنته، لكن بعض الناس أساؤوا استخدام تلك النعم، فاستعملوها في معصيته، وتقربوا بها إلى غضبه ومقته، ومنها تلك الأجهزة الحديثة التي تتابعت على المسلمين من كل حدب وصوب من جوالات، وأجهزة فيديو وتلفاز، وإنترنت، واستعملوا تلك الوسائل في غير مرضات الله عز وجل، فحاد الكثير عن طريق الخير وسلكوا طريق الغي والضلال، ومن تلكم الوسائل التي فتحت للناس أبواب العالم كله، ويسّرت لهم الكثير من الأمور الشبكة العنكبوتية الإنترنت، فهذه الخدمة قدمت لكثير من الناس منافع كثيرة من تيسير في التعاملات.
وتحصيل العلوم النافعة، والانتفاع بالأبحاث المفيدة، والاطلاع على أخبار العالم، وغير ذلك من أمور الخير، إلا أنه وعلى الجانب الآخر، نجد أن تلك الشبكة العنكبوتية عادت على الكثير من أبناء الأمة بالشر العظيم جرّاء سوء استعمالها، وقد رغبت في إيضاح أضرار الشبكة العنكبوتية الإنترنت على من يستعملها استعمالا خاطئا، والتوجيه إلى الحذر منها وخطرها على الأهل والذرية، فبعض الناس هداهم الله، يُدخل تلك الخدمة إلى بيته دون حذر أو متابعة، فيعود ذلك كله على أهله وأولاده بالشر المستطير، ومن تلك الأضرار هو ضياع الأوقات، فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت، علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، فالجالس أمام تلك الشاشة يقلب بصره يمينا وشمالا، ويبحث عما لا يفيده.
فيضيع عليه عمره هباء منثورا، وعند موته يتحسر على تلك الساعات، التي فاتت من عمره في غير مرضات الله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة، والفراغ” رواه البخاري.