السفير الفرنسي للرياضة: التعاون المصري ـ الفرنسي في المجال الرياضي أحد ركائز العلاقات الثنائية بين البلدين

اعتبر صامويل دوكروكيه، سفير الفرنسي للرياضة، أن التعاون المصري ـ الفرنسي في المجال الرياضي أحد ركائز العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، مؤكدا حرصه وفريقه المسئول عن الدبلوماسية الرياضية الفرنسية على العمل في هذا القطاع حتى يمكن للمشروعات الرياضية المشتركة أن تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.
وقال دوكروكيه، في حوار خاص أجراه مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، “اليوم ينبغي أن نعتبر هذا التعاون المشترك في المجال الرياضي أحد ركائز العلاقات الثنائية، وهذا ما نحاول القيام به هنا مع الفريق المسئول عن الدبلوماسية الرياضية الفرنسية، حتى يمكن للمشروعات في المجال الرياضي أن تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية”.
ورحب دوكروكيه باللقاء الذي جمعه مؤخرا مع السفير علاء يوسف سفير مصر بباريس؛ حيث ناقش معه التحضيرات الجارية المتعلقة بالألعاب الأولمبية المقررة في 26 يوليو الجاري بباريس، وأوجه التعاون المشترك وخاصة في المجال الرياضي وما يمكن القيام به على هامش الأولمبياد من عقد نقاشات مع طلاب مصريين متواجدين في فرنسا عن مشروعات في مجال الرياضة، معربا عن أمله في أن يستمر هذا التعاون خاصة بعد الألعاب الأولمبية.
وقال: “من المعروف أن مصر تنظم مسابقات دولية مهمة لذلك أرى أن لدينا الكثير من الأشياء التي يمكن مشاركتها مع مصر في مجال الرياضة، وأعلم جيدا أنه بفضل ديناميكية السفيرين المصري في فرنسا والفرنسي في مصر، فإن المشروعات المشتركة في مجال الرياضة سيتم تنفيذها قريبا جدا”.
في هذا الصدد، أعلن السفير الفرنسي عن اتفاق مع مصر للمساهمة في تمويل برنامج لتدريب اللاعبات المصريات لكرة القدم، قائلا “هناك اتفاق بالمساهمة في تمويل برنامج لتدريب اللاعبات المصريات لكرة القدم لفئتي تحت سن 17 و20 عاما، سنعمل على إضفاء الطابع الاحترافي على هذا القطاع من كرة القدم النسائية .. ولا يمكننا الانتظار لاكتشاف اللاعبة المصرية الرائعة لكرة القدم في المستقبل”.
وأشار إلى أن البرنامج سيبدأ في خريف هذا العام، وهو تعاون بين الاتحادين المصري والفرنسي لكرة القدم، بدعم من السفارة الفرنسية في مصر والخارجية الفرنسية، موضحا أنه سيتم إرسال مدربين فرنسيين إلى مصر لتدريبهن ومن ثم تأتي الفتيات المصريات إلى فرنسا إلى مركز كليرفونتين أحد مراكز النخبة التسعة لكرة القدم الفرنسية؛ حيث يتم تدريب فرق الشباب والسيدات في ظروف ملائمة، معتبرًا أن ذلك فرصة جيدة “للقاء فرق أخرى للمنافسة”.
وقال: “نتشارك نفس الاهتمام بالرياضة.. والرياضة بشكل عام سواء كانت ممارسة رياضة عالية المستوى أو كانت رياضة صحية، أو الرياضة كأداة للتنمية الاقتصادية. فإننا نتشارك هذه الرؤية مع مصر، ولدينا رغبة قوية في العمل معا على هذه المشاريع المشتركة”.
يشغل صامويل دوكروكيه منصب سفير الدبلوماسية الرياضية الفرنسية منذ فبراير 2023، وقبل ذلك تقلد عدة مناصب دبلوماسية، لكن منصبه سفيرا فرنسيا للرياضة يعد فريدا من نوعه.
في هذا الصدد، قال دوكروكيه “في الواقع، تأتي مهمة سفير للرياضة هذه من منطلق الوعي بأهمية الرياضة على المستوى الدولي بجميع جوانبها، والأهمية المجتمعية للرياضة كبيرة جدا لأنها تكاد تكون لغة مشتركة ويتحدث بها جميع السكان في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف أن الأحداث الرياضية الدولية الكبرى تمثل فرصة لإبراز صورة الدولة عالميا، لذلك بناء على هذا وبناء على رغبة فرنسا في جذب مزيد من النفوذ الدولي في مجال الرياضة، تقرر منذ نحو عشر سنوات أن يتم إشراك وزارة الخارجية في القضايا والمسائل الرياضية بشكل أكبر، وأن يتم وضع المجال الرياضي ضمن أوجه التعاون بين فرنسا وشركائها من دول العالم.
وتكتسب مهام السفير الفرنسي للرياضة أهمية بالغة حاليا خاصة مع تنظيم فرنسا الألعاب الأولمبية. وأوضح دوكروكيه “تتعلق مهمتي بثلاث أولويات رئيسية، أولها ضمان تعبئة وزارة الخارجية وقدرتها الكاملة على المساهمة في نجاح أولمبياد باريس وكذلك الأحداث الرياضية الدولية الكبرى بشكل عام، من حيث التأشيرات ومسائل بروتوكولية والاتصال بالإعلام، ثانيا، تطوير التعاون الدولي في مجال الرياضة وعلى سبيل المثال توفير التمويل اللازم لإطلاق المشاريع الرياضية والتنموية وتسهيل عملية التطوير مع عدة دول شريكة.
وأضاف أن الأولوية الثالثة تتمثل في تعزيز قدرة فرنسا على الاستقطاب و”إشعاع فرنسا في الخارج، من خلال دعم شركاتنا التي ترغب في الوصول إلى الأسواق العالمية، ولدينا هدف يتمثل في زيادة حجم الأعمال في مجال الرياضة من 71 مليار يورو إلى 100 مليار يورو في 2030”.
كما أشار إلى تشجيع الاستثمار في مجال الرياضة في فرنسا والأولمبياد “تعد فرصة رائعة لأن هناك العديد من الرعاة من الشركاء الأجانب الذين جاءوا لدعم الألعاب الأولمبية وسيكون بإمكانهم اكتشاف ما تمتلكه فرنسا من عوامل لجذب الاستثمار”.
أما التعاون الثنائي في المجال الرياضي، فقد أكد دوكروكيه على أن فرنسا تعمل مع الدول العربية والإفريقية الشريكة بشكل كبير، وعلى سبيل المثال مع السنغال مع تنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب في عام 2026، لافتا إلى أن الجهتين المنظمتين لأولمبياد باريس وأولمبياد داكار للشباب ترغبان في الشراكة بينهما لتبادل وتنمية الخبرات.
كما سلط الضوء على التعاون مع العراق ومشروع تطوير كرة القدم النسائية العراقية، قائلا: “هذا المشروع يعد ركيزة لبقية مشاريع التعاون الثنائي، حيث تم تمويله من قبل وزارة الخارجية الفرنسية واستهدف دعم وتطوير قطاع كرة القدم النسائية في العراق، من خلال إرسال مدربين لتدريب العراقيات وتطوير قدراتهن، ومن ثم مجيء هؤلاء اللاعبات إلى فرنسا للتدريب على المنافسة”.
ومع اقتراب موعد انطلاق أولمبياد باريس 2024، أكد السفير الفرنسي استعداد فريقه لاستقبال رؤساء الدول والحكومات والمسئولين وكل الوفود المشاركة في الأولمبياد، قائلا “نحن مستعدون لاستقبال كل الوفود من مختلف دول العالم”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الأحداث السياسية التي تشهدها فرنسا مؤخرا تؤثر على سير الاستعدادات الجارية، نفى الدبلوماسي الفرنسي وجود أي تأثير لهذه الأحداث وتنظيم الانتخابات التشريعية على سير التحضيرات، مؤكدا “مستعدون ومازلنا مصممين على المضي قدما حتى النهاية .. فقد عملنا على التحضير لهذا الحدث الكبير منذ 7 سنوات منذ منح فرنسا حق تنظيم الألعاب الأولمبية.. وليس هناك أي تغيير في الخطط المتبعة”.
وختم بالقول: “الآن، لا نستطيع الانتظار حتى نستقبل الجميع في لحظة احتفالية مهمة .. لحظة للتجمع والالتفاف حول الرياضة وحول القيم الأولمبية من الصداقة والاحترام والتميز. وأعتقد أنه في هذا العالم المضطرب بشكل خاص والذي يشهد العديد من الصراعات والتوترات، من المهم أن نحظى اليوم بأوقات تتيح لنا أن نجتمع سويا لنتشارك لحظات قوية ومؤثرة”.