... ما زلت أبحث عن نصفي أطارد طيف حلمي في فضاء بغير أفق و يطاردني خوفي.. أمرُّ بمرايا لا أرى فيها ملامحي أتعثّر في أوهام ليست تشبهني أتيه طويلاً و أعاود الركض في طرقات عمري أواصل بحثي عن تلك النجمة البعيدة جداً عن عيني أركض أركض و يرافقني ضعفي.. ما زلت أبحث عنكِ أيتها العابرة المسافرة عبر الزمن الغرببة مثلي يا سحابتي البيضاء العارية سوى من ثوب زفاف أبيض نقيّ من غبار الأمس متى أراكِ متى ألقاكِ في وطن.. في رحلتي نحوكِ نحو نصفي الذي أجهل ملامح وجهه مررت بمدائن خربة بقايا نبض و بقايا عطر و كثير و كثير من روائح الاحتراق و ساخن الرماد فما زال الأمس فيها مشتعلاً أقمت فيها وهماً لشهور لشعور و أكملت المسير بحثاً عن مصير.. مررت بأشجار الأرز و نخيل العراق و ياسمين دمشق و رغم تباين الألوان ذات النهاية أقرؤها في ختام الرواية كم توهّمت نقل البحر بكفّي أرنو إلى قرص الشمس أغدو إليها جامحاً و لا أبالي باحتراقي أحمل كل خطايا حبيباتي فوق كتفي أثرثر بأحلامي و في منتصف الطريق تتلاشين مثل ضباب غلبته سطوة الصيف.. أبحث عنكِ يا قدري الوحيد الذي أكتبه يا نصفي...