تعافيت .. قصيدة للشاعر: محمد رضوان

تعافيت

من حبكِ

أو ما يشبه الحب

حبٌ كان يسرقني من كوني

من وقتي

من بيتي

لا يترك لي سوى الدهشة

و الحيرة

و عراء الصمت..

تعافيت

منكِ

من مطاردة عيونكِ لي في صحوي

و في نومي

يقظتي و حلمي

من احتلالكِ فكري و حرفي

على مدار يومي..

تعافيت

من شدّ و جذب

مدّ و جزر

من وهم اللقاء يوماً على ضفّة النهر

من عطركِ العابر للحدود 

و الوجود

و البحر.

من شغفي الطفولي

و شفافية قلبي

و سذاجة صبري..

من صوتكِ الرماديّ

وجهكِ الرماديّ

و لون بشرتكِ الرماديّ

و حرفكِ البدائيّ

و جسدكِ المسلوب كأسرى الحروب

و ثغركِ اليابس كالحطب

تَرِب..

تعافيت 

و اندفُّ الصقيع في نافذتي

و أخيراً زارني الشتاء

صرت أمرُّ على نوافذكِ مرّ السحاب

دون مطر

و كأنكِ كُنتِ استراحة في طريق سفر

حتى قصيدتي تعافت 

ما عاد تتهافت

على وميضكِ الخافت..

تعافيت من الضجيج

من جلدات المنافي

من وحشة الاغتراب فيم بين ذراعيك

من ضمّة القنفذ

من رمال نهديكِ الحارقة 

و صحارى صدركِ

تعافيت من الكذب….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى