جماعة الإخوان الإرهابية.. جرائم من الاغتيالات بدأت بالنقراشي واستمرت بعد ثورة 30 يونيو

ارتكبت جماعة الإخوان الإرهابية جرائم اغتيالات بدأت مع إنشائها على يد حسن البنا في مارس 1928، ولم تتوقف في العصر الحديث.

وبعد ثورة 30 يونيو ارتكبت جماعة الإخوان، والجماعات الموالية لها، عددًا من محاولات الاغتيال بعضها نجح والآخر فشل، وجاءت أبرز تلك المحاولات كالآتي:

سجل جرائم حديث للإخوان
– في 5 سبتمبر 2013، كان يتحرك موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم حين انفجرت سيارة مفخخة بالقرب منه في طريق سير موكبه من منزله في مدينة نصر إلى مقر وزارة الداخلية في وسط البلد.

– في نوفمبر 2013، أطلق مجهولون الرصاص من سلاح آلي على سيارة المقدم محمد مبروك أبو خطاب، مسئول ملف “الإخوان” بالأمن الوطني، أثناء سيره بسيارته في مدينة نصر، وهو متوجه إلى مقر عمله، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

– وكان الضابط الشهيد هو من حرر محضر التحريات في قضية التخابر التي كان متهما فيها محمد مرسي وقضية هروب المسجونين من سجن “وادي النطرون” ويعد الشاهد الرئيسي في القضية.

– وبعد شهرين، اغتال مجهولون مسلحون، اللواء محمد السعيد سعد الدين أحمد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، من أمام منزله في منطقة الطالبية بالهرم.

– وفي يونيو 2014، تعرض الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، لمحاولة اغتيال بعدما تم القبض على 4 أشخاص بحوزتهم صور لفيلته بأكتوبر ومعلومات عن تحركاته وتم التحفظ على الخلية الإرهابية قبل تنفيذ مخططها الإجرامي.

– وفي 29 يونيو 2015 استهدفت سيارة ملغومة، موكب النائب العام المستشار هشام بركات وذلك أثناء تحركه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالي، وتوفي إثر إصابته بتهتك في الرئة والكبد ونزيف داخلي حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه.

– وفي أغسطس 2016، نجا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، من محاولة اغتيال بعد قيام مجهولين بإطلاق الرصاص عليه بمدينة أكتوبر.

محاولة اغتيال أحمد ماهر
وسجل جرائم الاغتيالات الخاصة، بالإخوان ليست جديدة وبدأت 1945 مع أحمد ماهر رئيس الوزراء وكان إبان الحرب العالمية الثانية من أنصار دخول مصر آتون المعركة إلى جانب الإنجليز؛ لأن ذلك من وجهة نظره، سيعطي الجيش المصري خبرة ميدانية يفتقدها، خاصة أنه لم يدخل حربًا منذ عهد محمد علي، لذلك فهو غير قادر علي حماية مصر أو قناة السويس.

وفي 24 فبراير 1945، عقد البرلمان المصري جلسته الشهيرة لتقرير إعلان الحرب على دول المحور والوقوف بجانب الحلفاء وانضمام مصر للأمم المتحدة.

ومع ارتفاع حدة المعارضة بين مؤيد للمحور ومساند للحلفاء، اضطر “ماهر” إلى عقد جلسة سرية مع مجلس النواب لشرح المكاسب التي ستحصل عليها مصر في حال الإعلان الرسمي للحرب ضد المحور ودعم الحلفاء.

وبعد مناقشات اقتنع مجلس النواب بما أوضحه أحمد ماهر لهم من بيانات وحجج وأسانيد، واستطاع أن يحصل على تأييد شبه جماعي لإعلان الحرب على المحور.

وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ (المجاور للبرلمان) لطرح حجته عليهم، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال، دون أسباب واضحة.

بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبدالحكيم عابدين وآخرين من جماعة الإخوان الإرهابية والتي كان يعتقد أن العيسوي عضوًا فيها، ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني.

غير أن شهادة القيادي السابق بالجماعة أحمد حسن الباقوري التي خطها بيده في كتابه “بقايا ذكريات” أثبتت انتماء “العيسوي” للإخوان.

وأقر الباقوري في شهادته أن “أعضاء (النظام الخاص) داخل الإخوان لم يكونوا معروفين إلا لفئة قليلة، وقد قرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد إسقاط حسن البنا في انتخابات الدائرة بالإسماعيلية وكان العيسوي من أكثر المتحمسين لذلك”.

واقعة اغتيال أحمد الخازندار
تعود واقعة اغتيال القاضي أحمد الخازندار، على خلفية نظره قضايا كبرى تخص تورط جماعة الإخوان في عمليات تفجير عدد من المنشآت، وأصدر ضدهم أحكاما بالإدانة.

ففى صباح 22 مارس 1948، اغتيل الخازندار أمام منزله فى حلوان، فيما كان متجها إلى عمله، على أيدى شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبدالحافظ سكرتير حسن البنا، على خلفية مواقف الخازندار فى تلك القضايا.

وعلى أثر اغتيال الخازندار استدعى حسن البنا المرشد العام للإخوان للتحقيق معه بشأن الحادث ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.

ووفق ما ورد فى مذكرات الدكتور عبدالعزيز كامل، عضو النظام الخاص بالإخوان الإرهابية ووزير الأوقاف الأسبق، فإنه “خلال الجلسة التى عقدت فى اليوم التالى لواقعة الاغتيال، بدا البنا متوترًا للغاية”.

وأضافت المذكرات: “وقد عقدت هذه الجلسة لمناقشة ما حدث وما قد يسفر عنه من تداعيات، وترأس حسن البنا هذه الجلسة التى حضرها أعضاء التنظيم الخاص”.

وتابعت: “بدا المرشد متوترًا وعصبيًا وبجواره عبدالرحمن السندى رئيس التنظيم الخاص الذى كان لا يقل توترًا وتحفزًا عن البنا، وفى هذه الجلسة قال المرشد: كل ما صدر منى تعليقًا على أحكام الخازندار فى قضايا الإخوان هو (لو ربنا يخلصنا منه) أو (لو نخلص منه) أو (لو حد يخلصنا منه)، بما يعنى أن كلماتى لا تزيد على الأمنيات ولم تصل إلى حد الأمر، ولم أكلف أحدًا بتنفيذ ذلك، ففهم عبدالرحمن السندى هذه الأمنية على أنها أمر واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئت بالتنفيذ”.

واقعة اغتيال اللواء سليم زكي
في 4 ديسمبر 1948، خرجت إحدي المظاهرات في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وعلى الفور قاد اللواء سليم زكي، حكمدار شرطة القاهرة، قوات الشرطة لفضها.

لكن قنبلة سقطت من الطابق الرابع بمبني إحدى الكليات، في محيط تمركز اللواء سليم، فسقط قتيلا في الحال، وبحسب التحقيقات فإن المتهم الذي ألقى بالقنبلة أحد الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان.

اغتيال محمود فهمي النقراشي
كانت مصر على موعد مع حلقة جديدة مؤلمة من غدر جماعة الإخوان في العاشرة وخمس دقائق من صباح يوم 28 ديسمبر 1948، باغتيال محمود فهمي النقراشي الذي كان يشغل منصبي رئيس الوزراء ووزير الداخلية في آن واحد.

ووصل ضابط مزيف برتبة ملازم أول إلى مقر ديوان وزارة الداخلية قبل دخول “النقراشي” بنحو 25 دقيقة، وانتظره في صالة الطابق الأول، ليتأهب لارتكاب جريمته.

وحضر “النقراشي” ونزل من سيارته محاطا بحرسه الخاص واتجه للمصعد فأدى له هذا الضابط التحية العسكرية فرد عليه مبتسما، وعندما أوشك على دخول المصعد أطلق عليه هذا الضابط 3 رصاصات في ظهره فسقط قتيلا ونقل جثمانه إلي داره بمصر الجديدة.

وتبين أن الاسم الحقيقي للقاتل هو عبدالحميد أحمد حسن، وكان طالبا بكلية الطب البيطري وينتمى لجماعة الإخوان، واعترف في التحقيقات بالقول: “أيوه قتلته واعترف بكده لأنه أصدر قرارا بحل جمعية الإخوان الإرهابية وهي جمعية دينية ومن يحلها يهدم الدين.. قتلته لأني أتزعم شعبة الإخوان منذ كنت تلميذا في مدرسة فؤاد الأول الثانوية”.

وقبل حادث الاغتيال بيوم، كانت الإذاعة قد أعلنت، أمر الحاكم العسكري العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان الإرهابية بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها؛ بعد وقوع عدة حوادث عنف واغتيال ارتبطت بها.

وقرر “النقراشي” حل الجماعة بعد عريضة اتهام طويلة، واعتقل كل رجال الحركة البارزين، وأغلقت جميع الأماكن المخصصة لنشاطهم، وصادر جميع الأوراق والوثائق والمطبوعات والأموال المملوكة للجماعة.

حادث المنشية
بعد ثورة “23 يوليو”، وصل الإخوان إلى طريق مسدود مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليتفقوا على التخلص منه.

وفي يوم 26 أكتوبر 1954، وقف الرئيس عبدالناصر يلقي خطابا بميدان المنشية بالإسكندرية‏، وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبداللطيف أحد كوادر النظام الخاص لجماعة الإخوان 8 طلقات نارية من مسدس بعيد المدى باتجاه الرئيس؛ ليصاب شخصان وينجو “عبدالناصر‏”.

واعترف المتهمون في محكمة الشعب العلنية، والتي كانت تذاع وقائعها علي الهواء مباشرة عبر الإذاعة المصرية بدور كل منهم ومسئولية الجماعة عن العملية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى