أنتِ الداء و أنتِ الدواء الداء قديم جداً قِدم الحب و الدواء لم يزل منذ الأزل قيد الاختبار و أنا بينهما أصالح هذا على ذاك.. أنا الطبيب و المريض و المكتشف أنا ميدان التجارب و عمري يرقب النتائج تماماً مثل راهب يرقب أنوار السماء ليعرف كُنه المصير هل يكمل رحلته إلى نهايتها أم أن تلك اللحظة هي النهاية.. أنتِ الدواء المرير مُرّ مذاق الحنين إلى وهم هذا الدواء مثل سهم و شفاؤه نزع السهم.. أنتِ الداء الذي لا يريد لي شفاءاً و لا موتاً فقط يريد البقاء في منطقة وسطى على مرّ الفصول لا رحيل و لا التقاء يريد صيفاً شتاءاً ربيعاً خريفاً تريدين أجمل ما جميع الفصول دون ما مطر.. أنتِ دواء لا يشفي و لا يكفي بل يُبقي الحال على ما هو عليه صقيع دائم في كل المواسم و أنا صرت كالدّبّ القطبي أحيا بين جبال الثلج و لا دهشة و لا رعشة تمرّد على الأجواء حضوري صار رماديّاً قلبي كالقارة الجنوبية شلل تام في داخلي فما عدت قادراً على اتخاذ قرار في غيهب علاقتنا أنا قابع كقطرة ماء دون جدوى في القرار.. أنتِ الداء و أنتِ الدواء لا نسيان و لا شفاء..