وصية الإسلام بالزوجة .. الكاتب/ محمد الدكرورى

الحمد لله الملك القدوس السلام، الذي أعطى كل شيء خلقه على الكمال وعلى التمام، ورفع السماء بلا عمد والأرض وضعها للأنام، فيها جنات معروشات وغير معروشات والنخل ذات الأكمام، وجبال وظلال ولباس وشراب وطعام، من أطاعه تولاه، ومن غفل عنه لا ينساه، وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء، وإمام المجاهدين والأتقياء، المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قط وما أساء أما بعد لقد أكرم الإسلام المرأة بكونها زوجة، فعن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” رواه الترمذي، وأعطى الإسلام المرأة حقها من الميراث وغيره، وجعل لها حقا كالرجل في شؤون كثيرة قال عليه الصلاة والسلام ” النساء شقائق الرجال ” رواه أبو داود
وأوصى الإسلام بالزوجة، وأعطى المرأة حرية إختيار الزوج وجعل عليها جزء كبير من المسؤولية في تربية الأبناء، وجعل الإسلام على الأب والأم مسؤولية عظيمة في تربية أبنائهم، فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته ” قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه البخاري، ولقد حرص الإسلام على غرس مبدأ التقدير والاحترام للآباء والأمهات والقيام برعايتهم وطاعة أمرهم إلى الممات حيث قال الله سبحانه وتعالى كما جاء في سورة الإسراء.
“وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما” وكما حمى الإسلام الأسرة في عرضها وعفتها وطهارتها ونسبها فشجع على الزواج ومنع من الاختلاط بين الرجال والنساء، وجعل لكل فرد من أفراد الأسرة دورا مهما فالآباء والأمهات الرعاية والتربية الإسلامية، والأبناء السمع والطاعة وحفظ حقوق الآباء والأمهات على أساس المحبة والتعظيم، وأكبر شاهد على هذا التماسك الأسري الذي شهد به حتى الأعداء، ويقوم نظام الأسرة في الإسلام على أسس تنظيمية تساعد على تأسيس أسرة مثالية، و من أهم هذه الأسس هو المودة والرحمة، والدين والخلق الحسن والحضانة والرضاع والنفقة على الأسرة ورعاية الأولاد وتربيتهم.
وإن من أسباب اختلال نظام الأسرة في الإسلام هو ظهور الخلافات والصراعات بين أفراد الأسرة و إظهارها، وتزعزع تماسك الأسرة، وإنقسام أفراد الأسرة يسبب مشاكل نفسية للأولاد، وكذلك سوء الخلق وإنعدام الدين أدى الى تفكك الأسرة تسبب فى شيوع أساليب العنف و الطلاق، وتهرب الأب من واجب النفقة ممايدفع الأبناء للسرقة و الانحراف، وتهرب الأبوين من واجب الرعاية، وإنحراف الأبناء وتشردهم وتعثرهم في الدراسة، وإن أول الوصايا التى وضعها الاسلام لبناء اسرة قوية وهي إختيار الزوجة، حيث انها أهم ركن من أركان الأسرة، إذ انها المنجبة للأولاد، وعنها يرثون كثيرا من المزايا والصفات، وفي أحضانها تتكون عواطف الطفل وتتربى ملكاته، ويكتسب كثيرا من عاداته وتقاليده، ويتعرف دينه، ويتعود منها السلوك الاجتماعي إلى حد كبير.