عالمي الخاص .. الزهرة العناق

خنقتني أفعال عباد الله الذين يظنون أن مفاتيح الكون معهم، يحركون خيوط الأقدار كما يشاؤون، و كأن الزمن يطيع أوامرهم دون تردد.
أشعر برغبة جامحة في الهروب من ضجيج عقولهم المتحجرة، أرغب في السفر بعيدا، على أجنحة طائر النورس إلى عالم آخر، سأعيش في عالم تنبض فيه البشرية بمعناها الإنساني الحقيقي.
سأحط رحالي في مكان حيث القلوب تلتقي على محبة خالصة، و الوجوه تعكس صفاء الروح قبل أي شيء آخر. هناك، سأجد إنسانا يتجاوز حدود الأسماء و الألقاب و الأوراق و النسب. إنسانا يتنفس الحرية في كل خطوة ويزرع الأمل في كل لحظة. في ذلك العالم، ستتساقط الأقنعة، وتشرق الحقيقة كالشمس في سماء بلا غيوم.
سأعيش في وئام مع الطبيعة، أتنفس نسمات الصباح العذبة، وأستمع إلى همسات الأشجار التي تروي حكايات الأجيال. سأتعلم من الطيور معاني الحرية، ومن الأنهار سر الاستمرارية والتجدد. في هذا المكان، ستصبح للإنسانية قيمة مضافة و عالية، لا تقاس بالمادة ولا تختزل في السلطة و السباق على الكراسي.
سأطير إلى عالم مثالي، يكون للإنسان جناحين، جناح العقل و جناح القلب، يحلق بهما نحو عالم النور والسكينة. هناك، لن تسمع أصوات الأنانية و الغرور، بل سيمتزج الصدى بنغمات التسامح والعطاء.
هناك سأكون جزءا من هذا الكون الجديد، أساهم في بناء حضارة تسودها العدالة والمحبة، وتزدهر فيها الأرواح بنور الإيمان الحقيقي.
إنها رحلة من عالم الضجيج و التعالي و التمييز و العنصرية إلى عالم الصفاء والتواضع، رحلة تهدف إلى اكتشاف الإنسان فينا، ذلك الكائن الذي طالما حلمنا بوجوده، ولكننا نادرا ما نجد له أثراً في حياتنا اليومية.
سأحمل في قلبي هذا الحلم، و أسعى لتحقيقه، لعلي أجد في النهاية ما يشفي روحي المتعبة و يمنحني السلام المنشود و أعيش أنا و قلبي و عقلي و ذاتي في أمان.