شعر و أدب
أخر الأخبار

آخِرُ لَحْنٍ لأُغنِيةِ الوَدَاع..! شعر محمود رمزي خليف

آخِرُ لَحْنٍ لأُغنِيةِ الوَدَاع..!

شعر محمود رمزي خليف 

مَلاذٌ إلى الكوخِ القديمٍ 

بقايا من أشلائي 

 قصائدي 

لحنٌ لــ (موسيقى الجاز) 

لا يُطربُ مَنْ ينتَمي منّي

ودَّعتُها كما يودعُ النسيمُ

أوراقَ الشجرِ 

كلُّ الزهورِ 

  أغرَقتُها تمامًا 

بماءِ نقيٍّ لم يُستخدَم 

كما يفعلُ الندى في الليلِ 

وطُبِعْتُ عليها كما يُطبَع جوابٌ جديد لم يُقرَأ طابعُ البوستة 

وتركتُ لكل جزءٍ فيها رسالةً مشفرةً 

مثلًا 

شفتيها لملمت كلَّ ريق فيها وتركتها جافة جدًا 

شعرُها 

حللتُ عقدتَه القديمةَ 

ومسكتُه بكل قوَّتي 

ثم غسلتُه.. 

مشطتُه..

وتركتُه كخيوطِ الليل مناسبةً جدًا 

جسدُها..

كان له بقايا من عطورٍ سابقةٍ 

جرَّدتُها كلَّ الثيابِ 

أعرقتُها حتي اختفتْ كلُّ العطورِ 

ثم وهبتُها (برفان) جسدي العاري تمامًا 

ثم غسلتُه جيدًا 

ليعودَ جسدُها ناعمَ الملمسِ كطفلةٍ جدًا

كلماتُها كانت تتسكعُ 

جاءت وأشبعتُها من كلامِ الحبِّ 

وتركتُها قصيدةً عموديةً مدهشةً جدًا 

كلُّ شيءٍ فيها على أتمِّ استعدادٍ للرحيل 

حضنٌ طويلٌ 

وأنفاسٌ تُجمَع لآخر عطرٍ فيها

كما تلملم النحلاتُ الرحيقَ 

من زهرةٍ قبلَ الذبولِ 

وشفتانِ ترتشفانِ (أكسيـر) الحياة

شَفَتَـانا لا تريدانِ الوداعَ 

ودموعٌ تصلَّبت كأنها لا تدركُ هولَ الوداعِ ومُصيبَتَه

لكن..

هل ينتهي المجنونُ لذكرى الحبِّ بعدَكِ أنثي الهيــام 

أَمْ أنك قصيدةٌ إلى الآنَ أكتُبُــها 

تركتِنِي لكوخِي وَحيدًا

ولمْ أعرفْ أنَّ كلَّ شيءٍ صارَ بينَـنا جعَلني أَشتاقُ جدًا

كأنني مركبٌ مَا ذاقَ قبلُ الموجَ

وعندما ذاقَ البحرُ عَشِقَك جدًا 

أَتعرفين؟!!!

 رغمَ أنَّ الوداعَ كانَ مِنْ بضعِ دقائقَ 

لكنني أنا مشتاقٌ 

مشتاقٌ جدًا 

كأنني تركتُ قلبي يذهبُ عن جسدي 

كأنني خَلعتُ عيوني ووهبتُها شنطَتك 

بل وضعتُ كُلِّي في شنطتِك 

وَعُدْتُ كــلَحنٍ فُقدَتْ نوتَتُه الورقية

كأنني،،

كأنني،،

لكنني الآن وحيدٌ جدًا

وحيدًا جدًا 

مشردًا 

ممزقًا جدًا 

قَسمًا بربِّ الشــعرِ إني عاشـــقٌ

 وأبيــتُ حَيــرانًا وعَيني باكـيه 

وأنـامُ وحـــدي كلَّ يــومٍ باكــيًا 

والهجرُ نامَ علي الفراشِ الخاليةْ 

 لا نـومَ يأتـي كي تنــامَ مُصيبتي

ومصيبتي في الهجرِ تبقي كافيةْ 

فالعاشقــون همُ الحَيــارَى دائمًا 

مَن ذاقَ عِشقًا قد أُصِيبَ بِدَاهيةْ

مشتاقّ،، 

كأنني نسيتُ أن أَحضُنَكِ 

كأنني ما زلتُ أستبقُ الخُطَى إليك 

كأنني أنتِ

أنتِ وأنا 

الآن قد غِبتِ عنّي

ووَدَّعتُكِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى