الأسرة الهادئة الراضية .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، ثم أما بعد إنه لا يجوز أن يترك الوالدان تربية أولادهما إلى غيرهما إلا عند الضرورة التي تقدر بقدرها، لأن هذا من عملهما ومن واجبهما ومن حقهما في نفس الوقت لوحدهما، وعلى الأب والأم أن يقرءا ويتعلما سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وآدابه ومنهجه في التربية، قبل وأثنء إقبالهما على تربية أولادهما لأنهما لا يستطيعان أن يعلما إلا إذا تعلما.

وكذلك إستقرار الزوج والزوجة في حياتهما الأسرية له الأثر البالغ في تربية الأولاد، فالأسرة الهادئة الراضية المطمئنة ينعكس هدوئها ورضاها واطمئنانها على أولادها، وإذا أردت أن تعرف نظافة الأم فانظر إلى أولادها والحديث دوما عن الغالب لا على الكل وإذا أردت أن تنظر إلى ديانة الأسرة فانظر إلى أولادها، فعلى الأبوين إذن أن يراعيا ذلك، يعود الطفل منذ الصغر على الادخار، كما يربى الطفل على القناعة على إعتبار أنها كنز لا يفنى، وعلى الإيمان بأن الرزق مُقدر ومكتوب، وأنه على العبد أن يسعى وأن يبذل الجهد وعلى الله الباقي، وعلى الحامل بالدعاء لولدها وهو في رحمها بالليل والنهار، وتقول مثلا “اللهم إني أعيذه بك من الشيطان الرجيم” و تقول “اللهم اجعله من الصالحين”

أو تقول ” اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك بعد طول العمر وحسن العمل” أو تقول ” اللهم اجعله قرة عين لي ولوالده ولاخوته ولجميع المؤمنين” أو تقول “اللهم سهل حمله وسهل وضعه ويسر له السبيل في الدنيا وفي الآخرة” ولابد أن يعتني المسلمون بالجهة التي يأخذون عنها الفتوى لأن هذا دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فالأخذ عمن علم بصلاحه وتقواه وورعه وإعتماده على الأحاديث الصحيحة وعدم تعصبه المذهبي وسيره مع الدليل والتزامه بالمذهب الوسط فلا تشدد ولا تساهل هو الخبير الذي نسأله، والسماع للمحاضرين الذين يعملون على توعية الأمة وإقامة الحجة وإنكار المنكر، أمر مهم في بناء شخصية الفرد في البيت المسلم، والأشرطة كثيرة والمحاضرين كثر والمهم أن يعرف المسلم سمات المنهج الصحيح للمحاضر.

حتى يحرص على أشرطته ويطمئن لسماعها، ومن تلك السمات أن يكون على عقيدة الفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة ملتزما بالسنة مفارقا للبدعة وسطا في منهجه لا من الغالين ولا من المفرطين المتساهلين، وأن يعتمد الأحاديث الصحيحة ويحذر من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأن يكون على بصيرة بحال الناس وواقع الأمة يضع الدواء على موضع الداء، ويقدم للناس ما يحتاجون إليه، وأن يكون قوالا للحق ما أمكنه لا يتكلم بالباطل ولا يرضي الناس بسخط الله تعالي، وكذلك ينبغي علينا دعوة الصالحين والأخيار وطلبة العلم للزيارة في البيت فيقول تعالي ” رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا للمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا”

وإن دخول أهل الإيمان بيتك يزيده نورا ويحصل بسبب أحاديثهم وسؤالهم والنقاش معهم من الفائدة أمور كثرة، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة وجلوس الأولاد والإخوان والآباء وسماع النساء من وراء حجاب لما يقال فيه تربية للجميع وإذا أدخلت خيّرا منعت سيّئا من الدخول والتخريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى