الحلال و الحرام .. بقلم الكاتبة: الزهرة العناق

 

في زمن أصبحت فيه القيم والمبادئ تختلط بألوان الطيف الاقتصادي والاجتماعي، نجد أن حياة الحلال قد تكون محاطة بالعقبات التي تزيد من صعوبتها. العيش بدرهم حلال في وقتنا الحالي ليس بالأمر اليسير، بينما يبدو أن جمع الملايين من الطرق المحرمة يسير وسهل للغاية. هذه المفارقة تطرح تساؤلات عميقة حول مفاهيم العدالة والأخلاق في العصر الحديث.

في خضم التحديات الاقتصادية المتزايدة، يجد الأفراد أنفسهم مجبرين على اتخاذ خيارات قد تتعارض مع القيم الأخلاقية التي يؤمنون بها. فالعيش وفقا لمبادئ الحلال يتطلب التزاما وثباتا، حيث يحتاج الفرد إلى السعي والاجتهاد بأقصى ما يستطيع، وقد يتطلب الأمر أيضا الصبر والمثابرة في مواجهة مصاعب الحياة.

في المقابل، تظهر طرق الحرام كمسارات مغرية يسهل اتباعها، ولكنها في النهاية تقود إلى التبعية لممارسات تفتقر إلى الأخلاق و تضيع قيم الأمانة و النزاهة و القيم الإسلامية 

عندما يتعلق الأمر بالزواج مثلا، فإن الأمر ليس مختلفا كثيرا. قد يجد البعض في الزواج ملاذاً لتحقيق الاستقرار والراحة النفسية، لكن التصورات الاجتماعية و الضغوطات الاقتصادية قد تجعل الزواج في بعض الأحيان يبدو وكأنه عملية تجارية أكثر من كونه رابطة عاطفية و روحية.

المظاهر والامتيازات التي يرتبط بها الزواج في بعض الأحيان قد تكون مصطنعة وتختلط بالمال والمصالح المادية، مما يعزز فكرة أن الزواج، مثل العيش الحلال، هو عبارة عن تحد كبير في عصر يولي أهمية متزايدة للمكاسب المادية.

الواقع الذي نعيش فيه يتطلب منا أن نعيد التفكير في قيمنا ومبادئنا، ونسعى إلى تحقيق التوازن بين الحلال والحرام في حياتنا. يجب علينا أن نواجه التحديات بشجاعة، وأن نبحث عن سبل للعيش الكريم بما يتماشى مع القيم التي نؤمن بها، وأن نتذكر دائماً أن السعي إلى الحلال ليس مجرد خيار، بل هو مسؤولية والتزام يتطلب منا الصبر و الإصرار.

أخيرا وليس آخرا، سيكون النجاح الحقيقي في القدرة على التشبت بالمبادئ الأخلاقية والعيش وفقا لما نؤمن به، بغض النظر عن التحديات التي قد نواجهها. إن السعي لتحقيق النجاح بطرق شريفة سيظل هو الطريق الذي ينير دروبنا نحو حياة أفضل و أصدق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى