أخر الأخبار

تهاني عدس تكتب قصيده بعنوان أُنْثَىٰ حَالِمَةٌ

أُنْثَىٰ حَالِمَةٌ…

بقلم/ تهانى عدس

—————-

هي لا تعلمُ كيفَ أحبَّتْهُ…

ولا تَدري كيفَ انجَرفتْ في أَرْوقَتِهِ..

كلُّ ما تعلمُه أنها في لحظةٍ مَا..

وجدَتْ شعورًا جميلًا…

وُلدَ داخلها نحوه..

قذَفَهُ اللهُ فى قلبِها كالشلالِ الجارفِ..

شلّ حواسَّها وأضعفَ دفاعاتِها أمامهُ..

انحرفت مشاعرُها معَ التيار…

وَوجدتْ نفسَها بلا كلمةٍ أو قرارٍ…

لكنَّ الواقعَ كانَ له رأيٌ آخرُ…

كلُّ الظروفِ وقفتْ ضدَّهم…

وَجسرُ الوصلِ انقطعَ بينهم..

حتى التفكيرُ في اللقاءِ

أصبحَ ممنوعًا عليهم…

لَم تجدْ هي وسيلةً للقائه…

إلَّا أنْ تلتقيَ بهِ فى عالمٍ خياليٍّ…

عالمٍ حُرٍّ…

لا عقلَ ولا قانونَ ولا منطقَ يحكمه…

تغمضُ فيهِ عينيها و تتخيلُ نفسَها معهُ…

معهُ هوَ.. لا أَحَدٌ سوَاهُ …

تَخيَّلَتْ أنهُما طائرانِ مُسالمانِ….

يتَّخذانِ منَ الأشجارِ موطنًا..

يُحلِّقانِ في السماءِ عاليًا…

وأنْ يذهبا بعيدًا…

عنِ الحاقدين والحاسدين…

ثم التقيا معًا…

فى لقاءٍ دافئٍ

كما تلتقي الشمسُ بالبحر…

لقاء سار

كما يلتقي النسيمُ بالشجر…

لقاء عَطِر

كما يلتقي النحلُ بالزهر…

عندما التَقيَا…

أهدتهُ البحرَ بأمواجه…

والشجرَ بأغصانه…

و الزهرَ بأنواعه…

وعاهدتهُ أنْ تبقى معهُ طولَ العمرِ…

لكن من ابتلاءاتِ القدر…

أنَّ عينيها لن تظلَّا مُغمَضتينِ أبدَ الدهر..

حتمًا ستفيقُ من أحلامِها، وتقبلُ بالواقعِ المُرِ…

ستتبخرُ أمنياتُها وتتناثرُ في متاهة الزمنِ

ستموتُ أحلامُها قبلَ أن تصبحَ حقيقةً

و تظهرُ في العلنِ….

ستتمزقُ روحُها فوقَ نصلِ الألمِ

ستفرُ دموعُها هربًا من جبروتِ الحزنِ

بعدَ أن اكتشفتْ أنها عشقَتْ وهمًا

فأصبحتْ طريدةً بلا مأوَى ولا سكنٍ

تلجأُ للبكاءِ بين السطورِ

و يتجسدُ بكاؤها فى كلماتٍ حزينةٍ

ليسَ لأنها بائسةٌ

بل لأنها أنثى حَالِمةٌ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى