البشر يشبهونَ الكتبُ … بقلم تهانى عدس

البشر يشبهونَ الكتبُ …
بقلم تهانى عدس
فئة منهمْ متاحة ومتوفرة في كلِ مكانٍ ، تشبهُ الكتابَ الذي يحملُ عنوانا شيقا ، يبهركَ بمجردِ النظرِ إليهِ ، يجبركَ على الإعجابِ بهِ قبلَ قراءتهِ ، لكنْ بمجردِ أنْ تبدأَ بتصفحِ محتواهُ ، تجدَ مضمونهُ تافهًا ، هشًا ، سطحيًا ، ليسَ لهُ معنى ! !
وهناكَ فئةٌ أخرى تشبهُ الكتبُ النادرةُ ، ليستْ متاحة للجميعِ ولايقتربْ منها إلا عميقي الفكرِ ومنفتحى العقول.
أنها كتب قديمة قدْ غمرها الغبار لكنها لا تقدرُ بثمنٍ. بهتتْ ألوانها إلا أنها أصليةٌ غيرُ مصطنعةٍ .
وأنا انتمي لهذهِ الفئةِ ! !
فأنا أشبهَ كتابًا عنوانهُ يبدو سهلًا، لكنكَ عندما تتصفحُ محتواهُ ، تكتشفَ أنهُ ليسَ إلا السهل الممتنع. غلافهُ ليسَ صلبًا ليُكسر، وليسَ لينًا ليُطوى . مضمونهُ يحملُ كلماتٍ بسيطة وسهلة ، لكنْ رغمَ بساطةِ هذهِ الكلماتِ ، تجدها تحمل معاني أعمق مما تبدو عليهِ .
لذلكَ لاينصح بهِ لصغيرى العقولِ أوْ ضعيفي الفهمِ والإدراكِ الذينَ يصدرونَ أحكامًا مسبقةً بمجردِ رؤيةِ الغلافِ .
فكثيرونَ ممنْ أصدروا أحكامًا مسبقةً دونَ محاولة تصفحُ المحتوى ، همْ هؤلاءِ الذينَ يفضلونَ اقتناء الكتبِ رخيصة الثمنِ ذاتِ المحتوى التافهِ والمتوفرةِ على كلِ الأرصفةِ ! !