ترفع صاحبها أعلى الدرجات .. بقلم/ محمد الدكرورى

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد إن بالكلمة الخبيثة خسر إنسان دنياه وآخرته، ففي سنن أبي داود، قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر، فقال خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال والله لا يغفر الله لك، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر اذهبوا به إلى النار” قال أبو هريرة رضي الله عنه والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته. 

وكما أن الكلمة الخبيثة من أسباب دخول النار، فكم من رجل تردّى في النار بسبب كلمة من لسانه ففي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يعني يخرج الكلمة في مجلس أو في سيارة مع رجل يتحدث معه في قطار او طائره أو في سوق هكذا يطلق الكلام دون ان يفكر فيه من غضب الله و من سخطه ومن الحرام قال صلى الله عليه وسلم “إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب” فعجبا لتلك لكلمة تكون برحمة الله سبب رضوانه وبسخطه سبب عذابه ونيرانه ففي حديث أبي هريرة المتفق عليه ” إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم” 

فالكلمة نعمة ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات بالكلمة المفهومة وأمرنا بحسن انتقائها واستخدامها فقال تعالي “وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا” وجعلها الله سبحانه ضابط الحسنات والسيئات إلى جانب الفعل والإرادة وجعل عليها رقيبا فقال تعالي “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” ليميز بها المصلح من المفسد، وقد منحنا الله تعالي هذه نعمة النطق بالكلمات من أجل أن نستعملها فيما يرضيه عز وجل وأن نسخرها في طاعته وأن نؤثر الكلمة الطيبة على ما سواها وجعل سبحانه النطق بالكلمة الطيبة وتحريرها من علامة رضوانه وامتن بها على عباده المؤمنين بقوله سبحانه “وهدوا إلى الطيب من القول” وإن للكلمة أهميتها في دين الإسلام، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات. 

وقد تهوي به في النار دركات، وعند الترمذي من حديث بلال ابن الحارث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن انا تبلغ ما بلغت” يعني الرجل يلقي كلمة نصيحه في مجلس او يقدم نصيحه إلى انسان او يذب عن عرض أخيه المسلم أي كلام فيه نوع من رضوان الله أو تسبيح أو غير ذلك أهم شيء أنه نوع من رضوان الله تعالى قال “إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ثم قال وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه الى يوم يلقاه” إذن أخي المسلم فلنتثبّت في ألفاظنا، ولنحاسب أنفسنا قبل أن تزل القدم، ولنعلم جميعا أن الكلمات السيئة كم هدمت من بناء أعمال صالحة وكم أوردت صاحبها موارد العطب والهلاك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى