ما أهداف أوكرانيا من التوغل في كورسك؟

كتبت -رانيا البدرى
في الوقت الذي تحرز فيه أوكرانيا مكاسب على الأراضي الروسية، طرحت مجلة “فورين بوليسي” الامريكية سؤالا مهما حول ما إذا كان يمكن لكييف استبدال القوات التي تخسرها، والأهداف التي يمكنها تحقيقها في كورسك.
وذكرت المجلة الأمريكية خلال تحليل نشرته عبر موقعها، أن التوغل الأوكراني الجريء في منطقة كورسك الروسية، والذي بدأ في السادس من أغسطس، فاجأ المسئولين في الغرب والكرملين.
وقد أدى الهجوم عبر الحدود، الذي شهد مواجهة القوات الأوكرانية مقاومة محدودة مع أثناء توغلهم في الأراضي الروسية، والسيطرة على 28 مستوطنة، وفقا لما قاله الحاكم الإقليمي، إلى تعزيز الروح المعنوية في أوكرانيا. وفي حين حققت القوات المسلحة الروسية مكاسب خلال الأشهر الأخيرة، تركت عملية كورسك الكرملين في حالة تسارع للرد. هذا ولم يخطر المسئول الأوكراني عن العملية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالأمر.
وبالرغم من مرور أسبوع على الهجوم المفاجئ، لا زالت كييف تلتزم الصمت بشأن أهدافها من التوغل. وكانت حتى متحفظة بشأن حقيقة وقوع الهجوم، مع تأكيد الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد، أن القوات كانت تقاتل في روسيا.
وقال زيلينسكي، يوم الاثنين، إن الحكومة الأوكرانية كانت تعد خطة إنسانية لتتزامن مع العملية – مواصلة حث الغرب على السماح لأوكرانيا بإطلاق الأسلحة طويلة المدى في عمق روسيا – لكنه لم يقل شيئا يذكر بشأن ما تحاول أوكرانيا تحقيقه.
كما أدلى بتعليقات بشأن كون العملية شأن أمني أوكراني، حيث استخدمت روسيا منطقة كورسك في إطلاق ضربات على أوكرانيا. ومع استمرار تحفظ المسئولين الأوكرانيين، استخلص المحللون ما أمكنهم بشأن العملية باستخدام الصور مفتوحة المصدر عبر الشبكات الاجتماعية، متحققين من الادعاءات التي أدلى بها المدونون العسكريون الروس.
وتفترض إحدى النظريات البارزة – والتي افترضها كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – أن التوغل استهدف إحباط تقدم روسيا في ساحات قتال رئيسية في أوكرانيا. وقال مايكل كوفمان، الزميل البارز في برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: “ترى أوكرانيا على الأرجح أن هذه العملية ستجبر الجيش الروسي على نشر قوة أكبر بكثير للتصدي لهجومهم، وبالتالي استنزاف عملياتهم في دونيتسك”.