الزهرة العناق تكتب/ كيف يحبك الله ؟

حب الله لعباده هو أعلى درجات المحبة، و أسمى تجليات الرحمة والرعاية. فحينما يتحدث الإنسان عن حب الله له، يجب أن يدرك أن هذا الحب ليس مثل أي حب آخر، فهو حب مشروط بالتقوى والعمل الصالح، ويأتي بمثابة نعمة وبركة تمتد لتشمل كل جوانب حياته.
أول علامات حب الله لعبده هي التوفيق في الطاعة. عندما يكون العبد محباً لله، يسخر له الله أسباب الطاعة ويهيئ له الظروف التي تقربه منه. فتجد قلبه متعلقاً بالصلاة، تارة يسعى لذكر الله في كل حال، وتارةً يتوق للتقرب بالصوم والصدقات. ومن محبة الله أن يجعل العبد مطيعاً دون تكلف، فيصبح الطاعة سلوكاً طبيعياً في حياته.
ثم يأتي بعد ذلك الشعور بالطمأنينة والسكينة في القلب. فالله إذا أحب عبداً ملأ قلبه بالراحة واليقين، فلا يخاف من المستقبل ولا يجزع من الحاضر، بل يعيش كل لحظة وهو يشعر بحضور الله في حياته. وهذا الشعور بالطمأنينة هو من أكبر دلائل حب الله، إذ لا يشعر الإنسان بالأمان الحقيقي إلا عندما يكون تحت رعاية الله وحفظه.
من دلائل حب الله أيضاً أن يجعل العبد محباً للخير. فترى المحبوب من الله يسعى في قضاء حوائج الناس، يتفانى في خدمة الآخرين، ويشعر بالسعادة الحقيقية عندما يرى الابتسامة على وجوه المحتاجين. فالله إذا أحب عبداً جعله باباً للخير ومصدراً للعطاء، فيكون هو الوسيلة التي يجري من خلالها الله نعمه على عباده.
عندما يحبك الله يبعد عنك المعاصي ويجعل قلبك ينفر منها. فتجد نفسك تبتعد عن كل ما يغضب الله، وتشعر بالضيق عندما تخطئ أو تزل. وهذه علامة على أن الله يريد لك الخير ويحب أن تكون قريباً منه في كل وقت.
أخيرا وليس آخرا، يجب أن ندرك أن حب الله لا يقتصر على النعم الظاهرة فقط، بل يشمل حتى الابتلاءات التي تمر بنا. فالله إذا أحب عبداً ابتلاه ليختبر صبره ويزيد من درجاته. فالابتلاءات هي في حقيقتها من أعظم صور حب الله، إذ يظهر من خلالها قوة الإيمان ومدى تعلق القلب بالله.
إذاً، حب الله لعبده هو أعلى وأسمى درجات المحبة، وهو الطريق إلى السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. هو حب يتجلى في الطاعة، والطمأنينة، وحب الخير، والابتعاد عن المعاصي، وحتى في الابتلاءات. فإن أردت أن تشعر بحب الله، كن صادقاً في عبادتك، وابحث عن رضاه في كل ما تفعل، وستجد أن الله يملأ قلبك بحب لا يمكن وصفه.