الدكـــروري يكتب: للأمانة مكانة عظيمة فى الإسلام

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابة وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهدية واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين، ثم أما بعد يا أيتها الأخوات والأمهات والقدوات والمعلمات يا مربيات الأجيال يا معدات الأبطال، فالله الله بالعفاف والحشمة والحياء، فهن شعب الإيمان ودليل الإحسان، تحجبن الحجاب الشرعي، وارعين الحق المرعي، فالحجاب أمر الله العلي القدير، الحكيم الخبير، فاتقين الله يا إماء الله، وأحسن إلى الأزواج فأطيعوهم في طاعة الله ولا طاعة في معصية، فروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، غير أنه بايعهن بالكلام “
فاتقين الله يا مسلمات وإياكن ومصافحة الأجنبي، ولو كان أقرب قريب كابن العم والعمة وابن الخال والخالة فأولئك غرباء وإن كانوا أقرباء، واعلموا أن من صفات المؤمنين أيضا هو رعاية الامانات والعهود حيث قال تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” اى إذا اؤتمنوا لم يخونوا، يل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك، لا كصفات المنافقين، فمن اتصف بالأمانة وأدى حقها فقد اتصف بكمال الدين ومن فرط فيها فقد نقص إيمانه بقدر ما نقصت أمانتة، فإن للأمانة مكانة عظيمة فى الإسلام، كيف لا وبها يحفظ الإنسان حق الله عز وجل وحق العباد، وبدونها تضيع الحقوق وتنتهك الأموال والأعراض وإذا نظرنا إلى كلمة الأمانة فإننا سنجد فيها معنى الأمان والاطمئنان.
فكأن الأمن والطمأنينة والراحة والاستقرار مرهونة كلها بتحقيق الأمانة على وجهها الصحيح، ومن ثم فإن الأمانة خلق يجمع أخلاق وصفة تجمع صفات فالأمين صادقا حييا عفيفا جوادا رحيما مخلصا متقنا وفيا يجمع مكارم الأخلاق صغيرها وكبيرها، فهي أم الفضائل وهي لؤلؤة نفيسة، وجوهر نقي وهي من أبرز أخلاق الرسل والأنبياء، فهذا نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، كل واحد منهم قد قال لقومه ” إني لكم رسول أمين” ولقد كان خلق الأمانة بارزا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، فقد كان معروفا بين أهل مكة بالصادق الأمين، وتجلى هذا يوم أن ارتضوا حكمه في وضع الحجر الأسود، فقد هتفوا لما رأوه وقالوا هذا الأمين قد رضينا بما قضى بيننا، ويفهم ذلك جيدا ميمون بن مهران فيقول ثلاثة يؤدين إلى البر والفاجر.
الأمانة والعهد وصلة الرحم وتتجلى أمانة المصطفى صلى الله عليه وسلم فى كل مواقف حياته وأهمها وأعظمها تبليغ الرسالة، كما أن الأمانة عظيمه في قدرها فهي واسعة في دائرتها فلم تكن الأمانة قاصرة على أداء الأموال والوفاء بالعهود فقط بل تسع المشارق والمغارب من أمور الدين والدنيا وتشمل كل ما يوكل للمرء من عمل ويكلف به من أمر حث الإسلام على أدائها، فاللهم آمنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك، وأعنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله، أوله وآخره، علانيته وسره.