أخر الأخبار

أزمة ضمير جعلته مجرماً ..بقلم رضا النادي

 اللَّهِ ۗ

 

أزمة ضمير جعلته مجرمآ بقلم رضا النادي…..

ذات يوم جلس يتذكر أيامه الخوالي عندما كان سندا وداعما لهذا وذاك .الغريب قبل القريب..

كانت دائما غايته أن يري السعادة في عيونهم دون إنتظار للمقابل من أحد ولم يكن يمر فى خاطره أن تكون الطعنات منهم دون رحمة ولا ضمير …
وبعد مرور العمر سقطوا جميعاً واحد تلو الآخر دون أن يسعى في الإنتقام منهم وبدلا من أن يجد السعادة في قلبه جراء انتقام المولى عز وجل تراه حزينا يتسائل لماذا !؟ولماذا !!!؟وما السبب الرئيسي فى ذلك لم يجد إلا نقاء سريرته ورضوان ربه عليه وبعد تفكير عميق في الأمور يتذكر الأيه الكريمة….
بسم الله الرحمن الرحيم
الرعد ﴾  لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ .صدق الله العظيم
عفوا يا سادة الأزمة ليست في النظام ولا فى الأيام إنما الأزمة بداخلنا…. إنها أزمة ضمير…

أزمة الضمير أساس كل تأخر، وقد أصبحت خللاً يطبع الشخصية في العالم العربي. ولهذه الأزمة أسباب عدة! فالسلوك الإنساني يحتاج إلى حارس! وإن كان الحارس في الغرب هو القانون، فإننا في عالمنا العربي نحتاج إلى وازع ديني ليوقظ الضمير الذي يحرس سلوكنا؛ وتقع الأزمة عند غياب ذلك الوازع الدينى مع غياب القانون. فعلى المستوى الفكري، أصبح كل إنسان – بدعوى الحرية – غير مقيد في أفكاره! فأصبحت الغاية تبرر الوسيلة، وأصبحت تعاليم الخالق حبيسة الأرفف وصفحات الكتب! وبدعوى الحرية، أصبحت الأفكار الهدامة محل ترحيب وتنفيذ في عقول وأعمال الكثير. وعلى المستوى السلوكي، وبدعوى الحرية، ولغياب القانون، أصبح السلوك الفاسد أمراً عادياً، وأصبح السؤال: ولم لا يسرق السارق وقد جاءته الفرصة؟ ولم لا يخدع المخادع وقد واتته الظروف؟ ولم لا يظلم الظالم وقد هيأت له أسباب القوة والبطش؟ ولم لا يكذب الكاذب، وهو ينجو بكذبه في كل مرّة؟ ويقال: إذا لم يفعل فلا بد أنه مجنون! وإذا مات الضمير، استحال معه أي إصلاح، فكيف يصلح مجتمع، ولبنته الأولى التي هي الإنسان فاسدة؟ فمهما سنّت القوانين وشرعت اللوائح، كان الإلتفاف عليها مصيرها! ولن يجدي قانون ما لم يطبق على الناس كافة؛ كبيرا وصغيرا، غنيا وفقيرا، قويا وضعيفا. وكيف ينظر القانون في أناس لا يصْدُقون مع أقرب المقربين؟ أناس يتظاهرون بالتقوى والصلاح والإصلاح ونيتاهم خبيثة، وطويتهم فاسدة؟ ماذا يفعل القانون في مُدِّعي للتدين يغش الناس ؟ وماذا يفعل في صحفي يجعل الحق باطلا والباطل حقا؟ وماذا يفعل القانون في إنسان عاش بقلبه ووقف بجانب أناس كثر بصحته وماله وكان رد الجميل أن ضاعت صحته والذين وقف بجانبهم سرقوا ماله …. وماذا يفعل القانون في رجل مسالم كان يقتطع من لحمه لأجل أن يرضي غيره وكانت أكبر صفعة أن يكتشف بأن الذى ضحى من أجلهم يتكاتفوا مع خصومه لتدبير المكائد له….وماذا يفعل عندما يكون الضمير عندهم منشأ الفساد؟ لكن المؤمن يجعل ضميره رقيباً عليه لأنه يخاف ان يطّلع ربه على عمله ويحاسبه عليه، ولو لم يحاسبه عليه آحاد الناس….
الخلاصة…. كل الذى يحصل فينا ليس سببه نظام ولا ظلم حكومات ولا شماعات نرميها على غيرنا الذى يحصل فينا سببه نحن وتلوث ضمائرنا
…عفوأ يا سادة لست أزمات مادية ولو كانت مادية فنحن أنفقنا أموال تسد عين الشمس إذًا هى أزمة ضمير لكل المحيطين بنا ولايحيق المكر السيئ إلا بأهله

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى