جواري وغلمان العصر الحديث .. بقلم/ فرج احمد فرج

اصبح شيئ مألوفا ان تري في البلاد العربية الفتيات الاجانب برفقة الاطفال ومجاورة الشبات والكبار في المولات والاسواق والشواطئ والاسواق وان تري الشباب والرجال الاجانب يجلسون علي مقود السيارات الفاخرة يسوقون تلك السيارات والسيدات يجلسن في الكراسي الخلقية ينظرون من الشبابيك في عنطظة وكبرياء .. هذه الظاهرة ليست في دول بعينها ولكنها اصبحت في بلادنا .
بعد مضي أكثر من قرنين على حظر العبودية، لا يزال نحو 29.8 مليون شخص على مستوى العالم يتعرضون لأشكال جديدة ومتنوعة من العبودية، بحسب مؤشر جديد يقوم بتصنيف 162 دولة.
وقد ذكرت النسخة الأولى من تقرير (أعدته مؤسسة “ووك فري فاوندايشين” الاسترالية التي تهتم بحقوق الإنسان) بعنوان “مؤشر الرق العالمي”، أن هايتي والهند ونيبال وموريتانيا وباكستان تضم أعلى معدل لانتشار الرق في العصر الحديث. أما من حيث الأعداد المطلقة، فإن أكبر عدد من الأشخاص الذين يتم استعبادهم موجود في الصين وإثيوبيا والهند ونيجيريا وباكستان. وفي الهند، يُعتقد أن ضحايا العبودية الحديثة يناهز الـ 14 مليون شخص.
وعلى الرغم من ذلك، يذكر التقرير أن العبودية المعاصرة “غير مفهومة جيداً ولذلك تظل مستترة داخل المنازل والمجتمعات المحلية وأماكن العمل”.
وفي هذا الصدد، قالت غولنارا شاهينيان، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بأشكال الرق المعاصر، وأسبابه ونتائجه أن “الرق المعاصر.. غالباً ما يحدث في المناطق التي يصعب الوصول إليها من الدولة أو ما يعتبر ‘عالماً خاصاً’، كما هو الحال في حالة العبودية المنزلية.
وأضافت أنه “في عالم اليوم، يأخذ الرق صوراً مختلفة: كالاتجار بالبشر والعمل القسري والسخرة والعبودية… حيث يتم التحكم في هؤلاء الناس وإجبارهم على العمل ضد إرادتهم وكرامتهم ويتعرضون للحرمان من حقوقهم”.عن طريق قوانين الكفالة والزواج بالوكالة
خلاصة القول، شهدت بعض دول الإقليم، وخاصة في بؤر الصراعات المسلحة، زيادة في حالات الاتجار بالبشر، والعمالة القسرية، عبر مناطق محددة تعد مصدر عبور وهدف للرجال والنساء والأطفال، يتعرضون للاستغلال من قبل أرباب العمل و الحصول على أجور متدنية وإساءة المعاملة الجسدية والاحتجاز على متن السفن، فضلاً عن الابتزاز من قبل رجال الأمن، على نحو يعكس تعدد حالات العبودية الحديثة، الأمر الذي يظهر جليًا في تقديرات واستطلاعات منظمة “العمل الدولية” ومنظمة “الهجرة العالمية”.
قال هوميروس ان الحروب هي المكان الذي يجمع الرجال تحت وطأة ظروف قاسية وصعبة تجعلهم مدمنين علي طاقتها ، تغذي فيهم القيم النبيلة كالواجب والصداقة والبطولة وتغذي شغفهم بالمغامرة والاثارة وحب الحياة ، برغم ما يحدث فيها من ذلك الكم الهائل من العنف والفظائع والقسوة وفي النهاية سواء للمنصر والمهزوم هو انتهاك حقوق الانسان بعد ان عاثوا في الارض فسادا .
في كتاب الحرب والجندرية لاستاذ العلوم السياسية جوشواغولدشتاين ان مشاركة النساء في القتال نادرة دوما اذ ان نسبة المحاربات اقل بكثير من واحد في المائة من كل المحاربين في العالم .
وكأننا عدنا الي عصر الجواري والغلمان في العصر الحديث ومقاربة بينة وبين الامس في قصور الملوك والامراء وقادة الجند ونساء قصور ملوك وامراء اليوم ،ومكانة المرأة في ذلك العصر وماهي دوافع سكان القصور والاغنياء والاثرياء في الاماكن المحاطة بالاسوار والفنادق الفاخرة والسلطة والسياسة واستخدام جواري العصر في تحقيق مأرب سياسية وارضاء شهوات السلطة حتي تهدأ دوافعها الغريزية .
لمشاهير الراقصات والجواري من نساء الصفوة المجتمعية والممثلات في السينما واستخدامهم لاغراض تجسسية وتحقيق مأرب سياسية .
إليكم قصة قصيرة عن “أشهر جاسوسة في القرن العشرين”، قصة “ماتا هاري”. وصلت ماتا هاري إلى باريس عام 1905، ونالت شهرة كبيرة بسبب رقصها الغريب والمثير، إذ لطالما قالت ماتا إنها ولدت في معبد هندي مقدس، وعلمتها الكاهنات هناك أسرار الرقصات القديمة، وأطلقت عليها هذا الاسم الجميل “ماتا هاري” والذي يعني “عين اليوم”.
لكن في الحقيقة، وُلِدت ماتا هارى في بلدة صغيرة في شمال هولندا، واسمها الحقيقي هو مارغريتا غيرترويدا زيل، وقد تعلمت القليل عن الرقص الهندي والجاويّ عندما عاشت عدة سنوات مع زوجها السابق في ماليزيا. أيًا يكن مدى صدقها في أصولها، فقد اكتظت قاعات الرقص ودور الأوبرا من روسيا إلى فرنسا لمشاهدتها.
وبدأت قائمة عشاقها تضمّ ضباطًا عسكريين رفيعي المستوى من جنسيات مختلفة، وهو الأمر الذي جعل الحكومة الفرنسية تعمل على تجنيدها كجاسوسةٍ لصالحهم. لكن وفي شباط 1917، ألقت القوات الفرنسية القبض عليها بتهمة التجسس لصالح النازيين. وفي محكمة عسكرية،
اُتهمت بالكشف عن تفاصيل سلاح الحلفاء الجديد، الدبابة، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الجنود، وحُكِم عليها بالإعدام، ثم أُعدمت لاحقًا رميًا بالرصاص.
وتعددت اشباه تلك القصة مع بعض الراقصات المشهورات في منطقتنا السؤال الآن، هل لاحظ أحدكم أن فكرة النساء الجاسوسات غالبًا ما ترتبط بالرقص المثير والإغواء! فهل كنّ النساء وحدهنّ من مارسن فنون الإغواء في عالم التجسس لقلب موازين الحرب؟
وكان دور الجواري والغلمان في قصور الملوك والامراء قديما ومعظمهم من اقليات عرقية بعينها واثنية شاركت في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعدما فقدوا علاقتهم بأوطانهم الاصلية والتي جلبوا منها ولم يقدروا علي الاندماج في مجتمعات الاقامة ، فهم قد اخرجوا طوعا او كرها من محيطهم لينتقلوا الي بيئة اخري مبانية اشد التباين وجلبوا معهم بعض عاداتهم ومزجوها بعادات بلد الاقامة فأثروها وها ما افقدهم الكثير من خصوصياتهم لينصهروا في المجتمع الجديد بعدما اثروا فيه وتأثروا به اما بزواج او مسامرة حتي انجبن اطفالا بمسحة مختلفة في الجينات والسمات الجسدية منها لون العيون والشعر والبشرة ، واعتبروا هذا المزيج ما هو الا لتحسين للنسل الجاف الاسمر بعروق نافرة وانوف معكوفة وطويلة ، وتأثيرهم وان لم يكن ظاهرا للعيان انما يضطلع في تكوين طريقة جديدة في التفكير وانتقال الثقافة .حتي اصبح لهم دورا بارزا في تكوين طرق التفكير والنظرية للاخريين ومجالات الحياة .
فنظرة العرب متجزرة وراسخة وقديمة في امكانية وجود العبيد ،الان يسمون بالخدم والمربيات والسائق وعمال المزرعة تحت غطاء الكفيل الاصلي وبالوكالة للعمل في السخرة اضافة للزواج من بلاد معينة بالوكالة ، لتجد الفتاة نفسها في البلد التي جلبت اليها مشاعا للكبيروالصغير .
والجواري المحظيات المتعلمات والتي يحظين بالجمال ، يسمون سكرتارية .
ومع شعورهم المتنامي بانهم خير امة وما يستقدمنهم هم بلاد الكفر ، ولا يخف علي احد ان العرب كانوا من رسخ فكرة تجارة الرقيق ..حتي اصدر بيان منع تجارة العبيد ووثق بوثائق تمنع تلك التجارة .
تصاعدت مؤشرات أو مظاهر العبودية الحديثة، التي ترتكبها حكومات أو فاعلون مسلحون من غير الدول (تنظيمات إرهابية وعصابات إجرامية وجماعات هجينة بينهما) في الشرق الأوسط، خلال الأعوام القليلة الماضية، على نحو ما عبرت عنه جرائم محددة هى السبى والاسترقاق والعمل الجبري “السخرة” والزواج القسري والعنف الجنسي والاغتصاب الممنهج والاتجار بالبشر وخاصة بالأطفال والنساء، واستعباد المهاجرين في مراكز الاحتجاز، وغيرها من الممارسات التي تشبه الرق.
وما لفت نظري ابان حركة داعش الارهابية التي انشئتها امريكا في شمال العراق وسوريا وليبيا وقتل الرجال والشباب عن عمد حتي بقيت النساء والتي اسرت وبيعوا في اسواق النخاسة واقاموا المزادات علي النساء.
تشير بعض التقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث والتفكير والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام إلى أن مسلحي تنظيم “داعش” خاصة في مناطق نفوذه الرئيسية السابقة في سوريا والعراق كانوا يبيعون النساء والفتيات للاسترقاق أو استغلالهم في الاستعباد الجنسي. ويكشف التقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عن جرائم اضطهاد ارتكبها هذا التنظيم من خلال الاغتصاب والخطف والعبودية.
واصبحت تلك التجارة رائجة وخاصة في ليبيا في السماح بعبور الالاف من الدول الافريقية للعبور الي اوروبا عبر الهجرة غير الشرعية ، فقد باتت ليبيا مركز مرور للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء (غينيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا وجامبيا) الساعين للوصول إلى أوروبا، بحيث تعرضوا للاغتصاب والتعذيب والعبودية، نتيجة عدم القدرة على ضبط حركة تدفق اللاجئين.
وفي هذا السياق، أشار تقرير بثته شبكة “سي إن إن”، في 14 نوفمبر الجاري، تم تداوله بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى عرض شابين للبيع في المزاد للعمل في إحدى المزارع، بمبلغ 1200 دينار ليبي، أى 400 دولار لكل منهما، ويحتجزون لشهرين أو ثلاثة في السجون. وقد أعلن نائب رئيس حكومة الوفاق أحمد معيتيق، في تصريحات صحفية في 19 نوفمبر الجاري، أن حكومة الوفاق “بصدد تكليف لجان مختصة للتحقيق في التقارير المنشورة لضبط المتهمين وتقديمهم للعدالة”.
فموقع المرأة وتغيير ادوارها في المجتمع وابراز مساهمتها في صنع التاريخ وكانت لتلك الدراسات صلة بتاريخ النساء وردة فعلهم في صنع الاحداث البارزة ومساهمتهم الظاهرة او الخفية .
والباحثون والانثروبولوجين لهم دورا فعال في وضع قائمة علي ضرورة التميز بين الاختلاف البيولوجي الجنسي والعوامل الاجتماعية والثقافية المولدة للاختلافات اي الجندر ، هذا الاختلاف الثقافي والاجتماعي هو الذي يضع كلا من الكورة والانوثة ويكبلهما بتيفات يجب ان يخضشع لها الاتسانية ليصير الذمر ذكرا والانثي انثي .
وكم من الجرائم ارتكبت لهولاء الجواري اي المقصود المستخدمات من النساء لمجرد التمرد علي حالهم المهين او الافصاح عن كشف الاسرار المغلقة من التابوهات وجبل بها المجتمع علي الصون والغلق .
ولازالت مناداة الغلمان في القصور موجودة وللان يا ولد .ومصير الغلام ليس بيده كما للجارية في الاستخدام وخاصة للحسناء المتعلمة .
والجارية تأتي من الجريان بما فيها السلاسة والسهولة والطواعية والاستمرارية والناعمة الصبية ، فهم يعتبرون الحور العين في الدنيا .. ولما لا ؟فالحصول عليهم في الاخرة غير مضمون ..!
وما من بيت في الخليج الا وبه واحدة او واحد من هؤلاء علي الاقل تحت مسميات جديدة ، خادمة .. مربية.. مديرة منزل..سائق .. خادم .. وغيره.
حتي وصل الامر ليس بأهالي البلاد الاصليين بل امتد للوافدين واصبح لهذه التجارة شركات متخصصة لجلب هؤلاء من بلاد بعينها واصبحت تجارة رائجة وبلا معاناة غير توفير القوانين واللوائح الغطاء القانوني لجلب هؤلاء العبيد الجدد ، محددة المدة وفق عقود محددة الاجر ونوع العمل ولم يحدد ثقافة المجلوب او تعليمه اوديانته ولذلك نري البوذي والماجوسي والا دين وهذا مالم يراعيه في نظير الخدمة ومايقدمه اضافة لتفاوت اعمارهم والسنتهم المتباينة وعاداتهم وتقاليدهم المتنوعة
كل هذه العوامل جعلت امر اندماجهم في المجتمع عسيرا ، فانت قد تقع فريسة تلاعب تلك الشركات بجلب اشخاص بمواصفات انت لم تحددها وفي اي غرض ستعمل ، اضافة لذلك اللغة الاساسية التي تحددها والتمتع بلون بشرة وعين وسن اضافة للقوام لتوفير المتعة وقد جسد هذا فيلم حياة الغنم الذي فضح قوانين الكفيل.
فرج احمد فرج
باحثي انثروبولوجيا