جائزة (البوكر) وما تثيره من لغط كل دورة .. بقلم الكاتب/ محمد كمال قريش

 

قرأت أربع روايات من القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها الأخيرة..

– مقامرة على شرف الليدي ميتسي.

– قناع بلون السماء.

– باهبل.

– الفسيفسائي.

    بشكل شخصي وبذائقتي الأدبية، وجدت الليدي ميتسي أقواهم وأفضلهم. من حيث الإلمام بأساسيات الرواية، السرد، الحبكة، اللغة، المتعة.

    لكن ما فهمته مؤخرًا أن بعض الجوائز قامت على أساس ولأسباب، وفي الغالب لخدمة آراء وتوجهات معينة، أو لإيصال فكر ما. تتدخل فيها تيارات سياسية ودينية وقومية. لذا، جائزة مثل البوكر، لا يمكن الحكم عليها من خلال الأدب وفنياته فقط!

***

    البوكر، وبشكل عام، جائزة مُنتقدة بشدة. أعتقد أنها لم تسلم في معظم دوراتها من الانتقاد. لكن أشدهم، كان في عام 2019، حينما فازت بها الروائية اللبنانية هدى بركات، بروايتها القصيرة بريد الليل. والتي قرأتها أيضًا.

     قالت هدى بركات خلال حفل تسليم الجوائز: “في الحقيقة أريد أن أشدد على شكر لجنة التحكيم، فأنا كما بات معلومًا كنت رفضت ترشيح بريد الليل للبوكر حين طلبت مني دار الآداب أن أرشحها، فقلت كلا أنا زعلانة منهم. ذلك لأن في سنة 2013 كنت كتبت رواية لا أزال فخورة بها جدًا وهي ملكوت هذه الأرض، ولم تصل إلى القائمة القصيرة، وحين التقيت بالصدفة عام 2015 في لندن بالسيد جوناتون تيلور، قال لي ما رأيك بجائزة البوكر بنسختها العربية؟ قلت ليست جيدة لأني كنت لم أرق حتى إلى القائمة القصيرة. وبعد ذلك مرة أخرى قلت لناشرتي كبرت على الامتحانات وأني لا أريد أن أتقدم لهذه القائمة من جديد. لذا مرة ثانية أشكر لجنة التحكيم لأنها شجعتنا على الترشح حيث طلبت ترشيح الرواية وكان لنا هذه المرة أمل في أن تشق هذه الرواية طريقها”.

 

***

    وعقب أكثر من شخص بأن كلمات الكاتبة فضحت الجائزة تمامًا، فهي بمثابة اعتراف من الكاتبة بأنها كانت على علم أو متأكدة من حصولها على الجائزة.

مثلما قال الكاتب إبراهيم عادل: “هذه الكلمة تبدو وكأن هدى بركات هي من حصلت على الجائزة وليست روايتها بريد الليل.” في إشارة إلى أن الجائزة قررت تكريم هدى بركات عن مشوارها الأدبي، ومصالحتها!

     ويُذكر أن الكاتبة العراقية إنعام كجه جي، قررت الانسحاب من القائمة القصيرة لنفس العام 2019، وامتنعت عن حضور الحفل، لما أثير من لغط ووصل من تسريبات قبله، بأن بريد الليل هي من وقع عليها الاختيار.

***

    في الختام..

     الجوائز لا ترفع من قيمة الروايات فنيًا أو بين القرّاء الواعين إن لم تكن جديرة بذلك. فميتسي مثلاً، صحيح لم تحصل على الجائزة، لكنها وضعت أحمد المرسي في المكانة التي يستحقها، كموهبة روائية مميزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى