الزهرة العناق تكتب: جمالي الطبيعي

أمام مرآتي، أحببت جمالي الطبيعي ، لم تؤثر عليه السنين التي نقشت على وجهي قصص الحياة، تجاعيدها لم تقلقني لأنها ليست علامات للزوال، بل هي خرائط لحكمتي و تجارب عشتها بصدق. كل تجعيدة تحمل في طياتها قوة داخلية تشكلت مع الزمن ، قوة لا يمكن أن تنال منها الأيام . أقف بكل فخر في مواجهة الزمن بلا وجل، متصالحة مع كل تغيير يطرأ على ملامحي، لأنني أدرك أن الجمال الحقيقي ليس مرهونا بشباب الوجه ولا بنعومة البشرة، بل ينبع من أعماق الروح النقية التي وهبني إياها خالقي.
لن أسمح لمباضع الجراح أن تقترب مني، ولن أذعن لإغراءات التغيير الصناعي أو أبحث عن حلول ترقيعية، لأنني أؤمن أن ما خلقني الله عليه هو أجمل صورة يمكن أن أحملها.
سأحمل تجاعيدي بفخر، فهي توقيع الزمان على وجهي، هي شهادة على صبري و تحملي، و أثر لكل ضحكة صادقة وكل دمعة حقيقية في مسار حياتي.
عند رحيلي، سأعود إلى ربي كما خلقني ، سأرحل بوجه يحمل ملامح الحكمة والعمر، بروح خالية من الزيف والتكلف. فهذا الجمال الذي أعتنقه هو الباقي، هو الذي يعبر عن صدق إيماني و عمق حبي لخالقي . لن أساوم عليه، ولن أسمح لأحد بأن يغير شيئا من خلقتي.