الإسقاط النجمي هو مفهوم روحاني وفلسفي يرتبط بفكرة أن الإنسان يمتلك جسدًا ماديًا وآخر طاقيًّا أو “نجميًّا” يمكنه الانفصال عن الجسد المادي والسفر في عوالم أخرى أو أبعاد مختلفة. يُعتقد أن هذا الجسد النجمي يمكنه التجول في الكون دون قيود الزمان والمكان، وهو ما يُعرف أيضًا بتجربة “الخروج من الجسد”.
أصول الفكرة
ترجع جذور مفهوم الاسقاط النجمي إلى العديد من الثقافات القديمة، مثل المصريين القدماء والهندوسية والبوذية. في هذه الثقافات، كان يُعتقد أن الروح أو النفس يمكنها السفر عبر العوالم المختلفة بعد الموت أو خلال حالات التأمل العميق. في العصور الحديثة، أصبح هذا المفهوم مرتبطًا بالروحانيات الغربية وحركة “العصر الجديد”، حيث أصبح الاسقاط النجمي جزءًا من ممارسات التأمل والتجارب الروحية.
كيفية حدوث الاسقاط النجمي
وفقًا للمعتقدات المحيطة بالاسقاط النجمي، يمكن تحقيقه من خلال عدة طرق منها:
التأمل العميق: يعتبر التأمل أحد أهم الوسائل للوصول إلى حالة الإسقاط النجمي. من خلال تهدئة العقل والتركيز العميق، يُعتقد أن الشخص يمكنه فصل جسده النجمي عن الجسد المادي.
الحلم الواضح (Lucid Dreaming): في بعض الأحيان، يُعتقد أن الإنسان قد يختبر الإسقاط النجمي من خلال الحلم الواضح، حيث يكون واعيًا تمامًا بوجوده في الحلم ويتمكن من التحكم في تصرفاته.
التقنيات النفسية والروحية: هناك تقنيات أخرى تتضمن التركيز على نقطة محددة أو استخدام ترددات صوتية معينة لتحفيز الخروج من الجسد.
تجارب الإسقاط النجمي
يصف الأشخاص الذين يزعمون أنهم خاضوا تجربة الإسقاط النجمي بأنهم شعروا بالتحرر من الجسد المادي وبأنهم قادرون على رؤية العالم من منظور مختلف تمامًا. يصف البعض شعورًا بالتحليق فوق أجسادهم النائمة أو السفر إلى أماكن بعيدة جدًا، وحتى لقاء كائنات روحانية.
النقد العلمي
من الناحية العلمية، لا يوجد دليل ملموس يثبت وجود الإسقاط النجمي. يُعتبر العديد من العلماء أن هذه التجارب هي نوع من الهلوسة أو الأحلام الواضحة، ناتجة عن حالات نفسية معينة أو تغيرات في نشاط الدماغ.
ختامًا
الإسقاط النجمي يظل موضوعًا مثيرًا للاهتمام بين المؤمنين بالروحانيات والباحثين عن تجارب روحية أعمق. رغم غياب الدليل العلمي القاطع على وجوده، فإن فكرة السفر النجمي تفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات حول طبيعة الوعي والروح، وتستمر في جذب الكثيرين نحو استكشافها.