أخر الأخبار

التخاطر: القدرة على التواصل عبر العقل بقلم : دلال ندا 

التخاطر: القدرة على التواصل عبر العقل

بقلم : دلال ندا 

التخاطر هو قدرة يُعتقد أنها تتيح للأشخاص نقل الأفكار والمشاعر والرسائل من عقل إلى آخر دون استخدام الحواس التقليدية مثل الكلام أو الإشارة أو الكتابة. يُعرف التخاطر أيضًا بالتواصل الروحي أو الذهني، ويعد من بين الظواهر النفسية التي أثارت اهتمام الإنسان منذ العصور القديمة.

تاريخ التخاطر

التخاطر ليس مفهومًا جديدًا، فقد ذُكِرَ في العديد من الثقافات والديانات القديمة. في الأساطير اليونانية، كان يُعتَقَد أن بعض الآلهة والأبطال يمتلكون القدرة على التواصل عقليًا. وفي الديانات الهندية، تُعتبر الممارسات الروحية مثل التأمل وسيلة لفتح قنوات للتخاطر. خلال القرن التاسع عشر، ازداد الاهتمام بالتخاطر مع ظهور حركة الروحانية، حيث كان يُعتقد أن الأشخاص قادرون على التواصل مع الأرواح من خلال قدرات خاصة مثل التخاطر.

الأنواع المختلفة للتخاطر

هناك أنواع مختلفة من التخاطر، من بينها:

التخاطر العاطفي: وهو القدرة على نقل المشاعر والأحاسيس من شخص إلى آخر.

التخاطر الفكري: الذي يشمل نقل الأفكار والمفاهيم من عقل شخص إلى آخر.

التخاطر الحدسي: حيث يشعر الشخص بما يحدث لشخص آخر، سواء كان قريبًا منه أو بعيدًا، وكأنه يتلقى معلومات غير مرئية.

النظريات والجدل العلمي

التخاطر هو موضوع جدلي في الأوساط العلمية. فبينما يؤمن البعض بوجود هذه القدرة ويشيرون إلى العديد من التجارب التي يُعتقد أنها تدعم وجود التخاطر، يعتبر العديد من العلماء التخاطر غير مثبت علميًا. يتبنى العلماء الماديون نظرية أن العقل البشري يعتمد بشكل كامل على العمليات البيولوجية والكيميائية داخل الدماغ، وبالتالي يستبعدون إمكانية وجود تواصل عقلي مستقل عن هذه العمليات.

على الرغم من ذلك، هناك دراسات وتجارب أُجريت على مدى العقود، أشهرها تجارب “بطاقات زينر”، التي حاولت اختبار إمكانية نقل الأفكار بين الأشخاص. ومع ذلك، لم تُثبت هذه التجارب بشكل قاطع وجود التخاطر.

التخاطر في الثقافة الشعبية

تُصَوَّر فكرة التخاطر بكثرة في الأدب والسينما وألعاب الفيديو. الشخصيات التي تمتلك القدرة على التخاطر غالبًا ما تُصوَّر كأشخاص خارقين أو لديهم قوى غير عادية، مما يعزز من جاذبية هذه الفكرة لدى الجمهور.

التخاطر في الحياة اليومية

بعض الأشخاص يؤمنون بأنهم اختبروا التخاطر في حياتهم اليومية، سواء كان ذلك من خلال الشعور الفوري بحالة أحد أفراد الأسرة، أو معرفة ما يفكر فيه شخص ما دون الحاجة إلى تواصل مباشر. مثل هذه التجارب تُعتبر جزءًا من الحياة العادية بالنسبة للبعض، لكنها تبقى غير مؤكدة علميًا.

الخاتمة

بينما يبقى التخاطر موضوعًا مثيرًا للجدل بين المؤمنين به والمشككين فيه، إلا أنه يظل فكرة تستهوي خيال الإنسان. بغض النظر عن مصداقيته العلمية، يبقى التخاطر جزءًا من ثقافة البشر واهتماماتهم، وهو يعكس الرغبة العميقة لدى الإنسان في تجاوز حدود الحواس والتواصل بطرق غير تقليدية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى