مشرد الأطفال ومفكك الأسر .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وخيرته من خلقه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى واحذروا المعاصي فإن أقدامكم على النار لا تقوى ثم أما بعد إن الطلاق هاجس البيوت ومشرد الأطفال ومفكك الأسر وقاطع الأواصر وهادم البيوت، فكم من أطفال تشردوا بسبب الطلاق، وكم من أرحام قطعت بسبب الطلاق، وكم من جرائم إرتكبت بسبب الطلاق، وكم من كراهية وبغضاء وقعت بسبب الطلاق ؟ فكل ذلك بسبب الطلاق ؟ واعلموا يرحمكم الله بأن هناك أخطاء بين الزوجين وحلها في متناول اليد واللسان. 

ولكن لما كان الشيطان حريصا على غواية ابن آدم وكان شديد الحرص على التفريق بين المرء وزوجه، وللأسف أن هناك فئة من الناس رجالا ونساء قد أمكن منهم الشيطان الرجيم فجرى منهم جريه اللئيم فاتبعوه، فهدموا بيوتهم وخربوها بأيديهم وأيدي الشيطان، وإن كلمة الطلاق إستهان بها كثير من الأزواج وخصوصا صغار السن وأصحاب المخدرات والسفهاء حتى غصت المحاكم بقضايا الطلاق وكل ذلك بسبب إتباع خطوات الشيطان اللعين الذي لا يقر ولا يهدأ حتى يفرق بين الزوج وزوجته، ويدمر البيوت ويشتت الأسر فهلا يعقل الناس ذلك ؟ فبعض الأزواج يهدد الزوجة في كل لحظة وأخرى بالطلاق إذا فعلت كذا فأنت طالق وإذا لم تفعلي كذا فأنت طالق وهكذا، وهذا لاشك أنه خطأ وقلة في الفهم وعدم شعور بعواقب الأمور

وكما أن بعض الأزواج يستعمل كلمة الطلاق في حلفه وأيمانه ولا يجوز للمسلم أن يحلف إلا بالله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ” متفق عليه، فإن هناك من الأزواج إذا حلف، حلف بالطلاق فقال علي الطلاق لأفعلن كذا، أو لا أفعل كذا وهكذا وهذا أمر لا يجوز، بل فيه خطر على كيان الأسرة، فيمكن أن يقع منه الطلاق وهو يعلم أو لا يعلم، ثم بعد ذلك يذهب للعلماء يبحث عن مخرج لهذا العمل الخطير، وكان ينبغي له أن يحفظ لسانه عن مساوئ الكلمات وخصوصا الطلاق فبه تهلك الأطفال وكثير من أطفال وشباب دور الملاحظة من ذكور وإناث كان انحرافهم بسبب التشتت الأسري والتفكك بين الزوجين فلما حصل الفراق ضاع الأطفال وتلقفتهم أيدي العابثين بالأعراض. 

فوقعوا فريسة لهم وألعوبة بأيديهم والسبب هو الطلاق المدمر، فنصيحتي لكل أب وأم أن يتقوا الله تعالى في أولادهم واهمس في أذن كل زوج ألا يجعل كلمة الطلاق كشرب الماء البارد بعجلة، ثم ما يلبث أن يشرق به، فيدمر أسرته وأولاده، بل أحفظوا ألسنتكم وارعوا أسركم، فليتقوا الله وليكونوا مؤمنين، يحسبوا لكل كلمة حسابها ولا يجعلوا كلمة علي الحرام أو علي الطلاق هي ديدنهم في وأيمانهم التي يحلفون بها، بل أنسوا هذه الكلمة كيلا تتعود على ألسنتكم وتلوكونها كل صباح ومساء، فيقع ما لا تحمد عقباه، نسأل الله أن يجعلنا ممن ينتفعون بصلاتهم، وممن يحافظون على أماناتهم وعهدهم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى