الملائكة والقدرة على التشكل .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، إن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم رأى أمين الوحي جبريل عليه السلام في ستمائة جناح، فروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ” رأى رسول الله جبريل وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدرر واليواقيت” رواه أحمد، وإضافة الى أن للملائكة القدرة على التشكل كل حسبما يقتضيه واجبه المكلف به من الله سبحانه وتعالي فقد تتشكل بصورة الانس كما حدث مع السيدة مريم عليها السلام حيث قال تعالى “فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا”
وفي زمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان جبريل ينزل على صورة الصحابي دحية الكلبي رضي الله عنه، حيث قال الإمام ابن حجر “وكان يضرب به المثل في حسن الصورة” فكان دحية جميلا جدا، وكان جبريل ينزل على صورته، وأن للملائكة أخوة الايمان قدرات خارقة، كقطع المسافات البعيدة في زمن خاطف وحمل الأشياء الثقيلة، فنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لما فعل أهل الطائف به ما فعلوا أتاه ملك الجبال وقال له يامحمد ان شئت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت وهما جبلان بمكة فقال صلي الله عليه وسلم إني لأرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويوم أن أمر الله تعالي ملائكته بإنزال العذاب بقوم لوط الذين لم ينتهوا عن فواحشهم.
أدخل جبريل طرف جناح من أجنحته الستمائة تحت قرى قوم لوط الخمس فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من السماء بما فيها حتى سمع أهل السماء نهيق حميرهم وصياح ديكتهم ولم تنكفيء لهم جرة ولم ينكسر لهم إناء ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعوا الحجارة من سجيل مسوّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، ومن صفات الملائكة انهم لايعصون الله ما امرهم مع كل هذه المكانة ، ويخافون ربهم على الرغم من مكانتهم وعلى الرغم من طبيعتم، وإن الناس مع الملائكة فريقين، فريق تلعن بهم الملائكة في الدنيا ولا تدخل بيوتهم، ثم تعذبهم في الآخرة، وفريق تصلي عليهم وتدعوا لهم في الدنيا ثم تستقبلهم في الاخرة، فمن أي الفريقين انت؟ فهذا هو أساس إيمانك بهم هو أن تشعر برقابتك عليهم وأن هناك من ينظر اليك يرفع عملك يصعد به الى ربك وخالقك.
إلى من نهاك وأمرك، وهذه الرقابة تجعل المؤمن سالكا خير سبيل وأفضل طريق وعندها ستحفظك وتحميك وتقاتل معك، فهل شعرنا بذلك، هل تعلم ان هناك من المؤمنين من لهم مع الملائكة علاقة كهذه ؟ ولقد ذكر الله تعالى في القران الكريم وذكر نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم بالأحاديث الصحيحة أن هناك فريقا من المؤمنين تلعنهم الملائكة والعياذ بالله ولا تقربهم ولاتدخل بيوتهم، فلا تدخل لملائكة في بيت فيه صورة لذات الأرواح أو كلب “اكرمكم الله” بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.