تَمرُّ بالإنسان لحظات يستطيعُ فيها أن يحمل جبال الدُّنيا كُلِّها ، ثُمَّ تمرُّ بهِ لحظة أخرى لا يستطيع فيها أن يحمل حجرًا واحدًا.
وتمرُّ بالإنسان لحظات لا تهزهُ فيها رياحُ العالم كُلِّه مهما كانت عاصفة ، ثُمَّ تمرُّ بهِ نسمة خفيفة تطرحهُ أرضًا..
يا صاحبي ، نَحنُ أحيانًا نتلقى طعنةً بثباتٍ ، ولكننا ننهارُ أمام خذلانٍ صغير ، ذاك أنَّ الروح تكون جاثية على ركبتيها مهما بدا الجسد شامخاً للناس..
يا صاحبي ، نَحنُ لا ننهار مرَّةً واحدة ولكنها التراكمات ..
انظُرْ للأشجار الضخمة حين يحاولون اجتثاثها ، ضربة ، عشر ضربات ، عشرون ضربة ثُمَّ أخيرًا تنهار مِن ضربةٍ أخيرةٍ كانت أقوى مِن سابقاتها..
كُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الضربات السابقة قد أدمتها أما الضربة الأخيرة كشفتْ حجم الضرر السابق ، وهكذا نحن ..لا نحب الحلول الوسطى ، ولا نحب الإجابات المتأرجحة، ولا العلاقات المعلّقة، نحب أن يكون كل ما في حياتنا قطعياً ، نهائياً ، حتمياً وجازماً ، أنا و الكثير ، لا نُحب ابداً مُنتصف كل الأشياء، أدوار الهوامش لا تليق بنا .كل السلام والحُب لمن يفعل المعروف دون انتظار المقابل ، ولمن يراعي كلامه خشية أن يجرح غيره ، ولمن يكون في الشدة عون وفي الرخاء رفيق…
ابحث عمن يشعر بضيقك من نبرة صوتك ..
من يتمسك بك رغم خواء قلبك .. رغم عيوبك وفشلك ..
ابحث عمن لا يهون عليه وجعك وألمك ..
تستحق أن يتفاخر بك أحدهم، وكأنك وحدك من يملك قلبه .. وكأنك قطعة من روحه.