الزهرة العناق تكتب/ أعداء القلم و الإبداع

في عالم تسيطر عليه الأضواء الساطعة والوجوه المتكررة، يقف القلم كجندي وحيد على جبهة الصمت، يحارب من أجل كلماته، يصارع أعداء لا يراهم. أعداء القلم ليسوا مجرد أصوات ناقدة أو نظرات ساخرة، بل هم تلك الأرواح التي تخشى النور الذي يبثه الحرف، تسعى إلى إخماد بريقه و خنقه بشتى الطرق ، لأنهم عاجزون عن فهم قوة الفكرة وجمال التعبير.
أعداء القلم لا يحملون سيوفا، بل يختبئون خلف الأقنعة ، وجوه تخشى التجديد، قلوبا مغلقة أمام نسمات الفكر الحر. هم من يحاولون حصر الإبداع في قوالب جامدة، يرفضون أن يرى النور وجها مختلفا، ويخافون من الكلمات التي تخرج عن النسق المألوف. يرون في القلم عدوا يهدد استقرارهم الهش، فيحاولون كسره، ظنا منهم أن بإمكانهم إيقاف تدفق الإبداع.
لكن ما يجهلونه هو أن القلم لا يعرف الهزيمة، لأن حبره متصل بروح لا تنطفئ. مهما تكاثر الأعداء، القلم مرتبط بسيده ، و سيظل يخط سطوره في فضاء الحرية، ينثر أزهار الفكر، ويشعل شموع الحقيقة. ولأن الإبداع ليس فكرة تقتَل أو كلمة تمحى، فإنه سيظل يتسع، يقاوم، ويبعث الحياة في قلوب من يؤمنون بأن الكلمة هي السلاح الأقوى، وأن الحرف هو البداية لكل تغيير عظيم.