بحيرى الراهب يبشر بقدوم الرسالة .. بقلم الكاتب/ محمد الدكرورى

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، روي عن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل أيكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط ” رواه البخاري، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، 

والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته ” رواه البخاري ومسلم، فهذا هو النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذى بشر به بحيرى راهب الذى كان من أهل الكتاب، وكان لديه خبر التوراة والإنجيل، وعلم من التأويل والتنزيل، فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في الثانية عشرة من عمره يفقده، ويتخلله وتأمله، فقال لأبي طالب وأكابر قريش ” هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين ” فقالوا له، وما علمك بذلك؟ قال، إني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، ‏وإنا نجده في كتبنا، وهكذا عرف علماء اليهود والنصارى، أن محمد بن عبد الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين. 

وآخر المرسلين، فميلاده صلى الله عليه وسلم، هو ميلاد أمة، وميلاد فجر جديد سطع على البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وإنهم مساكين أولئك الكفار، الذين لم يعرفوا حقيقة النبي المختار، ذو الرفعة والإكبار، المؤيد بربه الواحد القهار، ولم يدركوا أنهم نبي هذه الأمة جمعاء، عرب وعجم، بل لجو في عتو ونفور، وزهو وغرور، وقد غفلوا عن سيرته، وتعاموا عن سجيته، وتغافلوا عن رحمته، وأيم الله لقد بلغت شفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورحمته كل شيء، حتى نالت الكفار، وهم يقعون فيه ويسبونه، ويسيئون إليه ويشتمونه، ويستهزءون به ويرسمونه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قَتل مُعاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإِن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخاري.

فتحتفل الأمة الإسلامية في شتي بقاع الأرض من مشارقها إلي مغاربها في هذه الأيام بذكرى ميلاد سيد الأنام الحبيب العدنان المصطفي المختار محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم، ونحتفل معه بميلاد الشريعة السمحاء التي أنزلها الله تعالي، فعالجت كل داء، ورفعت عن أهلها كل بلاء، فعالجت كل داء في الأرض، ورفعت كل عناء وبلاء نازل من السماء، فكان أهلها في خير دائم لا ينقطع أبدا خير في نفوسهم وخير في بيوتهم، وخير في قراهم وخير في مُدنهم، خير في دولهم ومجتمعاتهم، ما داموا بهذه الشريعة عاملين، وعلى نهج المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم سائرين، وإن من القربات التى حضنا عليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، هو إدخال السرور على المسلم، وأن نمد له يد العون وقد قال صلى الله عليه وسلم “الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى