حقيقة المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين وقيوم السموات والأراضين ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا في التذلل لعظمته ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله أمينه على وحيه وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين وإماما للمتقين أما بعد، تحتفل الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بالإحتفال بالمولد النبوي الشريف، وحينما نريد أن نناقش حكم الإحتفال بالمولد، لابد وأن نبين مسألة مهمة في هذا الجابب، وهي حقيقة المحبة، إذ أن الدافع الأكبر لمن يقوم بهذا العمل هو المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم.

والسؤال المهم هنا وهو ما حقيقة المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ وهنا يأتي السؤال الأهم، هل هذا الإحتفال ومايترتب عليه يتفق مع المحبة الحقيقة والواجبة على المسملة تجاه نبيه ؟ ولقد بين الله سبحانه وتعالى حقيقة هذه المحبة وبين علامتها حيث قال تعالي ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة، ومن إدعى ذلك دعوى مجردة، فعلامة محبة الله تعالي هو إتباع نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل متابعته وجميع ما يدعو إليه طريقا إلى محبته ورضوانه، فلا تنال محبة الله تعالي ورضوانه وثوابه.

إلا بتصديق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة وإمتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فحقيقة وعلامة محبة الله ورسوله هي اتباع أوامرهما، واجتناب نواهيهما، والحب الوجداني للنبي صلى الله عليه وسلم، لازمه وهو الإتباع والإنقياد والطاعة له صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي، فاعلموا يرحمكم الله إن الأخلاق في دين الإسلام عظيم شأنها عالية مكانتها، ولذلك دعا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، وهي أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها دين الإسلام وهي الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذا نالت العناية الفائقة الكبرى والمنزلة العالية الرفيعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله، بل إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة. 

والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها، فاتقوا الله رحمكم الله وأصلحوا ذات بينكم، ولتكن النفوس سخية، والأيدي بالخير ندية، واستمسكوا بعرى السماحة وسارعوا إلى سداد عوز المعوزين، ومن بذل اليوم قليلا جناه غدا كثيرا فالتجارة مع الله رابحة، وقرض لله حسن مردود إليه أضعافا مضاعفة، وهو إنفاق بالليل والنهار والسر والعلن، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي رسوله الكريم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى