الهروب للطفولة.. بقلم / هيام بيومى

نشعر حقا بالحياة حينما نرى أنفسنا فى عيون من يحبوننا..والأجمل حين تلمع هذه العيون بنظرات الشوق واللهفة،
لكننا كلما كبرنا أثقلتنا الهموم وكبلتنا الدنيا أن نتأمل تلك النظرات..فنغدو مع الوقت مثل فراشات جميلة لكنها تسعى نحو لهب الحياة لدرجة أنها لا تريد سوى تلك النيران التى تنتظرها على أحر من جمرها
وبينما نحن نتصارع ونصارع نجد الأطفال على الجانب الآخر مازالت عيونهم تلمع وضحكاتهم لم تصارعهم عليها الحياة ..
ترى لماذا؟!
أعتقد أنهم بفطرتهم النقية يعرفون سر السعادة..إنهم لا يكترثون لكل مغريات الحياة..لا يهتمون لرأي الغير فيهم، نعم نحن نحرق سعادتنا أو جلها فى توقع ماذا سيقول الناس عنى! هل أنا حقا متميز ؟! هل لى مكانة خاصة على سطح هذا الكوكب ليست لأحد سواي؟! ..نظل ندور فى دائرة من النقد واللوم فى حين يظل
الأطفال محظوظين لأنهم لا يفهمون هذه اللغة القاسية،لا يكترثون بها أو بغيرها..لا يفكرون كثيراً..لا يحكمون على بعضهم ..يكتفون باللعب واللهو والذاكرة قصيرة الأمد حتى فى الصراعات و الاختلافات..
لذلك هم سعداء .. يعيشون لحظتهم كأنهم لن يمتلكوا غيرها بينما مازال بعضنا نحن الكبار يجلد بعضه بعضا حتى تمنيت لو بقينا طوال العمر أطفالاً