كيف تسترد حياتك .. الكاتبة/ الزهرة العناق

 

استرداد الحياة يعني العودة إلى تلك اللحظات التي تساءلت فيها عن معنى وجودك. ليس عليك أن تسافر إلى أماكن بعيدة أو تحقق إنجازات عظيمة لتسترد حياتك. أحيانا، يكمن الجواب في التفاصيل الصغيرة: في فنجان قهوة صباحي تتأمل فيه شروق الشمس، في بضع صفحات تقرأها وأنت تجلس بهدوء على شرفة منزلك، أو في كلمة طيبة تزرعها في قلب من تحب.

في زحمة الأيام، قد تضيع منك الحياة ببطء، دون أن تدرك أن بعض لحظاتها تنساب كالرمال بين أصابعك. تفتح عينيك لتجد نفسك سجينا في روتين يومي، محاصرا بأعباء لا نهاية لها، وأحلام تراكمت في زوايا الذاكرة، مغطاة بغبار الأيام التي مضت دون أن تمنحها الفرصة للنمو. 

كيف تسترد حياتك إذا؟

كيف تعيد لصوتك الصدى و لنبضات قلبك المعنى؟

لا تنظر إلى العالم حولك بحثا عن إجابات، لأن الإجابة الحقيقية تكمن في أعماق روحك. توقف عن الهروب من نفسك، و اجلس معها في هدوء وصراحة.

اسأل نفسك: متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالحياة حقا؟

ربما كانت تلك اللحظة عندما استنشقت رائحة المطر لأول مرة، أو عندما غمرتك ضحكة صديق قديم، أو حتى عندما أمسكت بيد ترتجف دعما وسندا.

استرد حياتك بتقبل ذاتك، بترك الماضي حيث ينتمي، وبفتح نوافذ جديدة في مستقبلك. لا تنتظر أن يمر العمر حتى تدرك أن السعادة لم تكن في الهدف النهائي، بل كانت دائما في الرحلة نفسها. السعادة ليست في ما تملكه، بل في قدرتك على رؤية الجمال حولك، في كل خطوة تخطوها نحو الأمام.

الحياة ليست سباقا نحو الكمال، بل هي لوحة رسمتها تجاربك ومشاعرك. ضع ألوانك الخاصة عليها، واسمح لنفسك بأن تعيش بشجاعة، و أن تخطئ وتتعلم، أن تحب وتفقد، وأن تجد في كل يوم فرصة جديدة لاسترداد ما ظننته ضاع منك.

كن مستعدا لأن تعيد تعريف حياتك وفق شروطك، لا وفق شروط الآخرين. اجعل كل يوم فرصة جديدة لتجربة شيء مختلف، لزرع بذور الأمل في قلبك. استرد حياتك بإعادة التواصل مع الطبيعة، بالإنصات إلى الأصوات التي طالما أغفلتها، و بالسماح لنفسك و الاستمتاع بلحظات الصمت بين ضجيج العالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى