تمثل القضية الأيزيدية شعارًا للإنسانية، إذ تحمل في طياتها ألمًا ومأساة لأمة بأكملها عانت وما زالت تعاني من ويلات الإبادة الجماعية والاضطهاد. هذه المأساة ليست مجرد حادثة تاريخية، بل جرح مفتوح في ذاكرة كل إنسان يؤمن بقيمة الحياة والكرامة البشرية.
مسؤولية العمل على القضية الأيزيدية
إن العمل على القضية الأيزيدية يتطلب من كل فاعل في هذا المجال أن يتحلى بالأمانة والإخلاص. فهذه ليست مجرد قضية سياسية أو اجتماعية عابرة، بل هي صرخات الأيزيديات المختطفات اللواتي ما زلن في سجون الظلام، ودموع الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن الذين قتلوا بلا ذنب، وبناتهن اللاتي تحوّلن إلى سبايا بيد الإرهاب. هذه المعاناة تستوجب الإحساس بها والعمل على تخفيفها بكل ما أوتي الإنسان من قوة وإرادة.
الحاجة إلى تقبل آراء الناجين
بعد مرور عشر سنوات على الإبادة الجماعية، أصبح من الضروري لكل من يعمل في هذه القضية أن يستمع بعناية إلى آراء الناجين وأن يأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار. فالقضية الأيزيدية ليست قضية عابرة، بل تحمل بين طياتها معاناة أمة بأكملها. إن التعامل مع هذه القضية يتطلب الاستناد إلى المراجع الصحيحة والدقيقة لضمان معالجة شاملة وواقعية تتجنب التكرار وتركز على الحلول.
إعادة النظر في القضية
إن ما تحتاجه القضية الأيزيدية اليوم هو إعادة النظر في مسارها وتوجهاتها. إن توقف بعض الناشطين والفاعلين عن العمل على هذه القضية يُعتبر في نظر البعض خطوة إيجابية. هذا التوقف يفتح المجال أمام مراجعة أكثر دقة وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تصحيح. وفي الوقت ذاته، يتيح هذا التوقف للمنتقدين فرصة لإدراك أهمية الجهود التي بذلها الناشطون في السنوات الماضية. هؤلاء الناشطون لعبوا دورًا محوريًا في إيصال صوت الأيزيديين إلى المجتمع الدولي، ولذلك من الضروري تقدير هذا الدور والاستفادة من تجربتهم.
الضغوط المتزايدة وأهمية التغيير
في الآونة الأخيرة، برزت ضغوط متزايدة من الجالية الأيزيدية على الفاعلين في ملف الأيزيديين، خصوصًا في المؤتمرات الأوروبية. هذه الضغوط تعكس إحباط المجتمع الأيزيدي من الوعود الدولية والإقليمية التي لم تتحقق على مدار عشر سنوات. إلا أن هذه الضغوط تُعد في الوقت نفسه خطوة إيجابية، لأنها تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم الوضع والعمل على تغيير فعلي ينعكس على واقع الأيزيديين.
أهمية دور الناشطين الأيزيديين
في هذا السياق، على الناشطين الأيزيديين أن يدركوا قيمتهم ودورهم المهم في تحقيق تغيير حقيقي في قضيتهم. إنهم يشكلون العمود الفقري لأي تحرك أو نضال من أجل تحسين وضع الأيزيديين وإيجاد حلول لمعاناتهم. عليهم أن يواصلوا العمل على هذه القضية، ولكن بروح جديدة ونظرة أكثر شمولية تأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة والضغوط التي يواجهها المجتمع الأيزيدي.
القضية الأيزيدية ليست مجرد ذكرى مؤلمة، بل هي نداء إلى الإنسانية للوقوف ضد الظلم والإرهاب. إن العمل على هذه القضية يتطلب جهدًا مضاعفًا وإخلاصًا في التعامل مع معاناة أمة بأكملها. وبعد عشر سنوات من الوعود، حان الوقت لإعادة تقييم المسار والعمل على تحقيق تغيير حقيقي يعكس تطلعات وآمال الأيزيديين في مستقبل أفضل.