عذرا أيها العالم لقد أفسدنا التوازن و صنعنا من التقدم سيفا يقطع أواصر الحياة لم نعد نفهم لغة الأرض ولا نبضها الحنون كل شيء بات يصرخ من الوجع و أصبحنا مجرد ظلال في مشهد فضيع على خشبة مسرح الحياة عذرا أيها الهواء لم تعد نسماتك تنعش الروح ولا صفاءك يبعث الطمأنينة تحولت إلى دخان يكتم الأنفاس و يطفئ بهجة الصباح يسرق دفء الشمس و يقتل جمال الطبيعة و البشرية عذرا أيها المطر لم تعد تأتي في وقتك كما عهدناك صرت غريبا، مترددا حين تأتينا، تكون إما غضبا يعصف بأي كان أو شحوبا ينذر بالعطش و الجفاف لحد المماة عذرا أيها القمر غاب نورك بين الغيوم السوداء و باتت السماء لا تعرفك ساطعا جميلا كما كنت لقد ضاعت ملامحك خلف ستار التلوث وتلاشت ذكريات الليالي المقمرة