كان و كأن .. الكاتبة/ الزهرة العناق

 

كان العرب في الماضي رجالا يتوشحون بالشهامة

كأن الشهامة حينها نبض في عروقهم لا يتوقف.

كانت الكلمة عهدا والصدق في القول دستورا

وكأنهم حينها ولدوا من رحم المجد والشرف، يمشون بجباه مرفوعة، وأقدامهم تغرس في الأرض كأنهم جبال لا تهتز.

كان الوطن بالنسبة لهم قصيدة يكتبونها بدمائهم

كأن حبهم له بحر لا يجف، يرويه العطاء والتضحية بلا مقابل.

كانت المرأة تصان

وكأنها لؤلؤة نادرة

وكانت الأرض تحرث

وكأنها معبد مقدس لا يدنس.

كان زمن جميل، نخوة و حب و جبروت و غيرة على المرأة الأخت، و الأم و الزوجة و المربية 

أما الآن، كأن الزمن قد محا ذلك العهد و أغلق أبواب الشهامة.

أصبح الصدق غريبا، كأنه طيف عابر، يمر بلا أثر

وأضحت الشهامة في قلوبنا كأنها قصص الأساطير تروى بلا تصديق.

كان العربي يغضب لوطنه و لأرضه و لشرفه ، كأن حرمة ترابه جزء من جسده و حياته.

أما الآن كأن النسيان غشى قلوبهم، وغدت القيم مجرد حكايات تروى على أطراف المجالس بلا حس أو إدراك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى