أخلاق ذوي السخرية والإستهزاء .. بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد إن حب الظهور والرياء والسمعة على حساب الآخرين خلق من أخلاق ذوي السخرية والإستهزاء وأصحاب النفوس المريضة، فهم كالنباتات السامة الضارة التي تتسلق على الأشجار الباسقة والثمرات الطيبة لتفسدها وتشوه صورتها، ولهذا لا غرابة أن نجد أصحاب الكبر والإعجاب بالنفس يتخلقون بخلق السخرية وغمز ولمز المؤمنات لما انطوت عليه تلك النفوس الشريرة، وإن من بواعث الإستهزاء هو التقليد الأعمى لأعداء دين الله.
وقد حدث هذا في الماضي، فقال الله فيهم في سورة الذاريات “كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون” كأنما تواصوا بهذا الإستقبال على مدار القرون وما تواصوا بشيء إنما هي طبيعة الطغيان وتجاوز الحق والقصد تجمع بين الغابرين واللاحقين، ويحدث هذا في الحاضر ممن مسخت عقولهم وفتنوا بالحضارة الغربية، ذلك أن إنبهارهم بزيف وبريق هذه الحضارة وضحالة فكرهم وقلة ثقافتهم بدينهم جعلهم ينعقون بالسخرية والإستهزاء بدين الله وأحكامه وشرائعه وسنن نبيه صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت أو سمعت يهوديا أو صليبيا يهزأ بشرع الله ويقول إن رجم الزاني فيه وحشية وقسوة وجدت له تابعا وإمّعة من أبناء المسلمين يردد بسخرية مقالة ذلك العدو الأصلي وإن أردت مزيد إيضاح.
فتأمل موقف هؤلاء المقلدة من المخترعات الغربية وغيرها، تجدهم يمجدونها وينبهرون بها وإذا ذكرت السنن النبوية ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمور الشرعية التي يعجز العقل البشري عن إدراكها سمعت منهم الغمز واللمز والإستهزاء “أتواصوا به بل هم قوم طاغون” وقد قال ربنا عن هؤلاء المقلدة إنهم قالوا “إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون” وكما أن من بواعث الإستهزاء هو حب الدرهم والدينار وتحصيل المال بأي صورة كانت ولو أدى ذلك إلى الكفر باللهت عالي، ونلحظ هذا الأمر في طائفة الممثلين في العصر الحاضر الذين يقدمون للناس أفلاما ومسرحيات هزلية ويستجلبون الضحكات وكل ذلك ليرتزقوا من وراء هذا العمل الدنس ولهذا لا تعجب وأنت تقرأ في الصحافة عن الأرقام الضخمة التي تصرف لهؤلاء.
المهرجين والهازلين المشهورين بهذه المهنة فقد أصبحت السخرية وإضحاك الآخرين فنا وبطولة ونجومية عند من لا يعقلون، والأدهى من ذلك أن بعض الذين يعلقون يعجبون بهذا السفه ويرددونه في مجالسهم ومنتدياتهم، فاللهم بفضلك ورحمتك أعلي كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، وانصر المسلمين على أعدائك أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم اجعل تدمير الكفار أعداء الدين في تدبيرهم، واجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين، اللهم ثبت عبادك المؤمنين في كل مكان اللهم أعنهم على تحمل الحر و القر يا عزيز يا رحمن، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.