صوت يصرخ
صوت جريح في البرية يصرخ
أين الناس؟؟؟!!!
أين الضمير وأين الإحساس
رد عليه حفيف أوراق الشجر
قائلاً :
مابك ملأت الدنيا بصراخك يا إنسان
لقد أقلقت راحة الطير والشجر والبشر
قال له الصوت الصارخ
كان لي زوجة وأولاد
ضاعوا في هذا الضباب
أكلتهم وحوش الغاب
ومتزجت أشلاؤهم مع التراب
لم يعد لهم اثراً
وأصبحوا كالسراب
أطفالي بغزة صغار
حاربوا عدواً غدار
تصدوا بصدورٍ عاريه لمغتصب شرس وياللعار
دفاعاً عن وطن غالٍ طمع فيه الأشرار
أعداء (لامروءة لهم ولاشهامه)
دنسوا ترابهم
وعملاء (لاشرف لهم ولا كرامه)
هتكوا أعراضهم
(وكبار الداخل)
أنهكتهم ليالي السهر والسمار
همهم الوحيد ملئ الجيوب وتعبابة الراس
صمت حفيف أوراق الشجر قرفاً من الأعداء
وخزياً من العملاء….
والتفت أوراقه على نفسها وغط في النوم
على هدى تغريد البلابل
وزقزقة العصافير وهي
ترسل مع أنغامها محمله بالحزن والألآم
العابرة…..
للوديان والسهول والصخور والجبال
رسالة مفادها
هنا وعلى هذه الأرض
لن يصبح الراس تحت المداس