مقالات

 الدكـــروري يكتب/ عقبة من عقبات الدعوة إلى الله تعالى

 

الحمد لله وكفى، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين، وعلى آله وصحبه وسلم، ثم أما بعد إن الإستهزاء أصبح عقبة من عقبات الدعوة إلى الله تعالى، حيث يشكو كثير من الدعاة من عنت الإستهزاء والمستهزئين ولكنهم حين يتأملون سيرة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أشرف خلق الله يجدونهم قد إستهزئ بهم وسخر منهم، فيكون في ذلك عزاء لهم مما يلاقونه من هؤلاء الساخرين، فقال الله تعالى في سورة الفرقان “وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيرا” ويقول سبحانه في سورة الزخرف “وكم أرسلنا من نبي في الأولين وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون” 

ويقول الله سبحانه وتعالي كما جاء في سورة يس ” ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون” وهذا نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام الذي دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يقابل بالسخرية والإستهزاء، فقومه يضحكون به ويسخرون منه حين رأوه يصنع السفينة حيث قال الله تعالى في سورة هود “ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم” وقال الله تعالي سورة المؤمنون عنهم إنهم قالوا “ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين” وهذا هو نبي الله هود عليه السلام.

قد أرسله الله تعالي إلى عاد فسخروا منه وقالوا كما جاء في سورة سورة الأعراف “أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ماكان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين” وقالوا كما جاء في سورة هود “قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء” وهذا نبي الله صالح عليه السلام أرسله الله إلى ثمود فأجابوه بهذا الجواب كما جاء في سورة الأعراف “قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين” 

وهذا نبي الله لوط عليه السلام أرسله الله إلى قومه فنهاهم عن فاحشة اللواط وإتيان الرجال شهوة من دون النساء فأجابوه كما جاء في سورة الأعراف ” وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” وكما جاء قوله تعالى في سورة النمل “فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” فاللهم انفعنا بالقرآن المبين وبهدي سيد المرسلين واجعلنا بهما متمسكين وإليهما متحاكمين، أقول ما سمعتم والله حسبي ونعم الوكيل، فما كان من صواب فمن الله الجليل وما كان من خطأ وتبديل، فأستغفر الله منه وما أدى إليه من سبيل، فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه، فيا فوز التائبين والمستغفرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى