أتواصوا به بل هم قوم طاغون .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن السخرية والإستهزاء هو داء ابتلي به كثير من الناس يضحكون على الناس ويسخرون منهم، ويستهزئون بهم وينتقصونهم ويحتقرونهم، وثمة أشخاص متخصصون في صنع النوادر والنكت على الناس، تكبرا وغرورا، أو تقليدا، أو إنتقاما، فمن أرباب العمل من يسخر من خدمه وعماله، ومن المدرسين من يسخر من طلابه وتلامذته. 

ومن المدراء من يسخر من موظفيه، والقوي يسخر من الضعيف، والغني يسخر من الفقير، وصاحب الجاه يسخر ممن لا جاه له، والمرأة الحسناء أو الغنية أو الموظفة تسخر ممن هي دونها في ذلك، ومن الناس من يسخر من غيره للونه أو لسانه أو حرفته أو عادته، ولا يصدر ذلك إلا عمن ضعف إيمانه وانتكست فطرته وغاب عقله وقل حياؤه، أما المؤمن الحيي الفطن فلا يسخر من أحد ولا يحتقر أحدا لأنه يعلم أن الناس كلهم من آدم وآدم من تراب، ويعلم أن أكرم الناس عند الله أتقاهم، وكلما كان العبد تقيا كلما ازداد تواضعا ورفقا وحياء ورحمة وسماحة، وإن هذا الهلع والجزع من تحكيم الشريعة والذي يعقبه ويسبقه سخرية بهذه الشريعة خاصة من العلمانيين الذين لايريدون لهذه الأمة أي خير. 

وإن ذلك كله ليذكرنا مقولة قريش حيث أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين فقالوا طإن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا” ومنطق العلمانية اليوم التي تهاجم تحكيم شريعة الله تعالي هو بذاته منطق فرعون، حيث قال لقومه محذرا من دين الله الحق الذي أتى به موسى عليه السلام قال فرعون ” إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد” وهذا هو منطق المعادين لله ولدينه في كل عصر ومصر فقال تعالى “أتواصوا به بل هم قوم طاغون” ومما يؤكد هذا الفزع لدى أعداء الله تعالي هو نشرهم للصور التي تهزأ بالمتدينين المطالبين بتحكيم الشريعة الإسلامية ومن هذا ما نشرته بعض المجلات حيث أخرجت للناس رسما كاريكاتيريا تصور فيه شابا متدينا له لحية طويلة جدا يؤذن في منارة مسجد.

فبدلا من أن يقول حي على الفلاح قال حي على السلاح، ثم رسمته في وضع آخر وهناك يد خفية تدس في رأسه شريط كاسيت وفي فمه مسدس، وهكذا ترى هذه السخرية اللاذعة كلها حرب على شباب الصحوة الإسلامية المباركة التي تجتاح الكرة الأرضية اليوم ولله الحمد والمنة، ولهذا أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في هذا الشأن بما نصه ” الإستهزاء بالإسلام أو بشيء منه كفر أكبر، ومن يستهزئ بأهل الدين والمحافظين على الصلوات من أجل دينهم ومحافظتهم عليه، يعتبر مستهزئا بالدين، فلا تجوز مجالسته ولا مصاحبته بل يجب الإنكار عليه والتحذير منه ومن صحبته وهكذا من يخوض في مسائل الدين بالسخرية والإستهزاء يعتبر كافرا”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى