إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله جبله ربه على جميل الفعال وكريم الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد إنه ينبغي أخذ العبرة ممن هم خير منا، فقد مر بنا خبر أنبياء الله تعالي عليهم الصلاة والسلام الذين سخر منهم أقوامهم هل أثنتهم هذه السخرية عن المبدأ الذي قاموا من أجله والدين الذي أرسلوا به ؟ كلا، لقد كان قوم نوح عليه السلام يسخرون منه وهو يصنع السفينة ويؤذونه بالهمز واللمز والضحك والإستهزاء فما زاده في ذلك إلا مضيا في طريقه ويقينا بوعد ربه له، وقوم لوط كانو يسخرون منه ومن طهارته هو ومن آمن معه.

ويتندرون بذلك قائلين “إنهم أناس يتطهرون” فما زاده ذلك إلا ثباتا على الحق ويقينا بأمر الله الذي قاله له ربه سبحانه “إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب” ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما سخر به من سخر وإشتد عليه أذى هؤلاء السفهاء خاطبه ربه تعالى بقوله “ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون” وكما قال تعالى “ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب” وإن المؤمنون عامة والدعاة خاصة هم أحرى الناس بقوله تعالى كما جاء في سورة آل عمران ” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين” 

فالمؤمن هو الأعلى قدرا وشرفا ومنهجا ومكانة وعند الصباح يحمد القوم السّرى وعند الممات يحمد القوم التقى، ويوم التغابن يخزي الله أهل الردى، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هؤلاء المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين والقصة في إهلاك الله واحدا واحدا من هؤلاء المستهزئين معروفة فقد ذكرها أهل السير والتفاسير، وهم على ماقيل نفر من رؤوس قريش مثل الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسودان ابن عبد المطلب وابن عبد يغوث والحارث بن قيس وهذا كسرى قد مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزأ به فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل ممزق ولم يبق للأكاسرة ملك، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى “إن شانئك هو الأبتر”

فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره ومن الكلام السائر “لحوم العلماء مسمومة” فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام؟ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى “من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة” فكيف بمن عادى الأنبياء، ومن حارب الله تعالى، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى