أخر الأخبار

مقتل الرئيس المصري أنور السادات: حادثة غيرت مجرى التاريخ

مقتل الرئيس المصري أنور السادات: حادثة غيرت مجرى التاريخ

 

بقلم: دلال ندا

في يوم 6 أكتوبر 1981، وقعت واحدة من أكثر الأحداث إثارة في تاريخ مصر الحديث، حيث اغتيل الرئيس المصري محمد أنور السادات خلال احتفالات الذكرى الثامنة لانتصار مصر في حرب أكتوبر 1973. كانت هذه الحادثة محورية، ليس فقط في تاريخ مصر بل في تاريخ المنطقة العربية ككل.

الخلفية التاريخية

أنور السادات تولى رئاسة مصر في عام 1970 خلفاً لجمال عبد الناصر، وكان يعتبر رمزًا للتحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد في تلك الفترة. بدأ السادات عهده بعملية إصلاحات واسعة النطاق، سواء في الداخل أو على مستوى السياسة الخارجية. ومن أبرز هذه الإصلاحات كان توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل في عام 1979، والتي جاءت بعد مفاوضات طويلة في كامب ديفيد بوساطة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. ورغم أن هذه الاتفاقية جلبت لمصر السلام مع إسرائيل، إلا أنها أثارت استياء العديد من الفصائل السياسية والجماعات الإسلامية داخل مصر وفي العالم العربي، الذين رأوا فيها خيانة للقضية الفلسطينية.

حادثة الاغتيال

خلال العرض العسكري السنوي في القاهرة في ذكرى انتصار حرب أكتوبر، وفي تمام الساعة 12:40 ظهرًا، تم تنفيذ عملية اغتيال السادات. كان يجلس في المنصة الرئيسية إلى جانب كبار الشخصيات العسكرية والسياسية، عندما توقفت شاحنة عسكرية بالقرب من المنصة ونزل منها جنود يحملون أسلحة. ظن البعض في البداية أن الأمر جزء من العرض، لكن سرعان ما اتضح أن الجنود كانوا ينفذون عملية اغتيال.

الجندي خالد الإسلامبولي، الذي قاد الخطة، كان ينتمي لجماعة إسلامية متطرفة تعارض سياسات السادات، خاصة اتفاقية السلام مع إسرائيل. أطلق خالد ورفاقه النار على السادات، مما أسفر عن مقتله على الفور مع عدد من الحاضرين.

الدوافع

كانت دوافع اغتيال السادات متعددة، لكن السبب الرئيسي كان معارضته من قِبَل الجماعات الإسلامية المتشددة بسبب توقيعه اتفاقية السلام مع إسرائيل. وقد اعتبرت هذه الجماعات أن السادات خان الأمة الإسلامية والعربية، وأنه تخلى عن مبادئ القومية العربية التي كانت تعززها حكومات سابقة.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك استياء واسع من السياسات الاقتصادية للسادات، مثل سياسة الانفتاح الاقتصادي التي أدت إلى زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر، مما زاد من حدة التوترات الاجتماعية والسياسية.

التداعيات

بعد اغتيال السادات، تولى نائب الرئيس حسني مبارك الحكم، واستمرت مصر في تطبيق سياسة السلام مع إسرائيل. على الرغم من أن حادثة الاغتيال كانت تهدف إلى وقف تلك السياسات، إلا أن الحكومة المصرية عززت الأمن وشددت قبضتها على الجماعات الإسلامية المتطرفة.

ومع مرور الوقت، تحول السادات إلى شخصية مثيرة للجدل، حيث يُعتبره البعض بطلاً قومياً لإقدامه على خطوة السلام التي جلبت الاستقرار لمصر، في حين يرى آخرون أنه كان مسؤولاً عن الكثير من الأزمات الداخلية نتيجة لسياساته الاقتصادية والسياسية.

الخلاصة

يبقى اغتيال أنور السادات حدثًا مأساويًا في تاريخ مصر الحديث، غير مجرى السياسة المصرية وترك أثرًا طويل الأمد على العلاقات الإقليمية والدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى